المسطور في سيرة العالم المشهور،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

ومن سماته الكريمة:

صفحة 17 - الجزء 1

  لم يطلب الرفعة، ولم يرفع طرفه إليها، وما طلب الشهرة ولا سعى إليها، بل لم يرفع بصره إليها، ولم ينافس أحداً في الدنيا.

  وكان بعض من ينتسب إلى العلم يتنقصه ويسعى إلى الحط من منزلته فلم يقابل ذلك إلا بالإحسان، وبسبب الإحسان تراجع بعض من كان يتنقصه.

  وكان رحمة الله عليه يخرج مع الطلبة وغيرهم إذا خرجوا للنزهة في بعض الشعاب والأودية ولا يعود إلا معهم في الليل؛ يشجعهم بخروجه، ويدخل عليهم السرور بحضوره، ويسبح معهم إذا سبحوا، وكان مع كبره يسبق في سباحته الجميع، وكان يقطع في سباحته مسافة طويلة لم يستطع أحد من السباحين الذين معه أن يقطعوها مع كبر سنه.

  وكان ينشد إذا أنشدوا، ويغرد إذا غردوا، ويضحك إذا ضحكوا، وينكت إذا نكّتوا، وقد يخرج مع الخارجين للنزهة وهو مريض؛ لما ذكرنا من إدخال السرور عليهم.

  وكان رحمة الله عليه في وادٍ والناس في وادٍ آخر، فكان نظره وتوجهه وتفكيره وهمته متعلقة باليوم الآخر، وبالأعمال الموصلة إلى رضوان الله وثوابه، لم يشغله عن ذلك شاغل رحمة الله عليه ورضوانه.

  وكان كثير التأوه من رهبة الحساب، ولقاء رب الأرباب، يوم الحسرة والندامة، وإذا وعظ كان جل وعظه يدور حول هذا الموضوع.