المسطور في سيرة العالم المشهور،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

أكبر أعمال المولى رحمة الله عليه

صفحة 21 - الجزء 1

  المادية عن بناء بيت، ولكن رجال القبائل هي التي تتعاون في بيوت العلماء، فكل أهل قرية تأتي لبناء مدماك من الطين حتى يكتمل ارتفاع البيت، ثم يأتي أهل الأشجار بمعونتهم من الأعواد الجليلة والدقيقة، فإذا تم سقف البيت أتى آخرون لملاجه من الداخل وتمليسه وتسويته و ... إلخ.

  وهكذا طلبة العلم فإنهم يتعاونون في بناء البيوت، ومما يسهل لهم البناء أن البيوت تبنى في صعدة في الغالب من الطين، وتسقف من الأعواد الجليلة والدقيقة وتُلَيَّس من الطين.

  فدخل المولى رحمة الله عليه في عمل الإرشاد وهو كما وصفنا من حالته المادية، وقد علم أن هذا العمل الكبير يحتاج إلى: مال ومرشدين، فشمر لتحصيل ذلك، وتوجه إلى من توسم فيه الخير من ذوي اليسار فيأتي إلى كل واحد منهم إلى بيته فيدعوه إلى المعاونة ويعظه ويبالغ في موعظته فمنهم من يستجيب ويرتاح ويعطي من ماله، ومنهم من يبخل، ومنهم من يعطي القليل.

  وفي نفس الوقت حينما يخرج من عند صاحب المال يتوجه إلى بيت من عرف أنه يصلح للإرشاد فيدخل عليه بيته ويعظه ويرغبه في الدعوة إلى الله وتعليم الناس معالم دينهم، وإن كان له والدان وعظهما ورغبهما في ثواب الله ليسمحا لابنهما في الخروج للإرشاد.

  وقد كان الناس في ذلك الوقت يتخوفون من الدخول في الإرشاد فيحاول | طمأنتهم وإذهاب تخوفهم، وكان يتعب كثيراً، ولا يتم له المطلوب إلا بتعب شديد، وكثيراً ما كان يأتي بيت المرشد مرة بعد مرة إلى أن يقتنع المرشد وأبواه بالذهاب للإرشاد.