المسطور في سيرة العالم المشهور،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

عمله قبل الإرشاد

صفحة 29 - الجزء 1

  ورحمته وبركاته قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٢}⁣[الجمعة]، وقال سبحانه وتعالى لنبيه ÷: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}⁣[النحل: ١٢٥]، وقال سبحانه وتعالى: {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ٥٤}⁣[النور].

  ولم يبعث الله رسله À لطلب السلطان والملك ولا أراد ذلك منهم، والعلماء هم ورثة الأنبياء، ووظيفتهم هي وظيفتهم، يعلمون الناس الدين ومعالم الإسلام وشرائعه وأحكامه، ويدعونهم إلى الخير، ويأمرونهم بالمعروف ويحذرونهم عن المنكر.

عمله قبل الإرشاد

  كان رحمة الله عليه قبل دخوله في عمل الإرشاد الكبير يعمل مرشداً ومدرساً إلا أن إرشاده كان محدوداً فكان يعظ كل من توسم فيه القبول لموعظته حيثما صادفه، سواء في طريق أو عند بيته أو على طريق المسجد أو عند باب المسجد أو عند مكان وضوئه في المسجد أو في السوق.

  وقد كنت واحداً من الذين يصادفهم حول مسجد ضحيان فيعظهم ويحثهم على العلم، وكان ذلك عند بلوغي أو بعده بقليل، وكان كلما صادفني يعظني، وكنت أستمع لمواعظه وأنصت لها وأتفاعل معها، وكنت إذ ذاك عند بلوغي أو بعده بقليل.