عمله قبل الإرشاد
  للمؤمن أن يتخذ له مهنة أو حرفة أو أي عمل يكون باباً للرزق وسبباً له؛ لأن الأرزاق مربوطة بالأسباب، والله تعالى هو الذي يأتي بالرزق»، أوصاني بهذه الوصية وأرشدني إلى مضمونها، وحفظتها ووعيتها ولم تغب عن ذهني، وعملت بها منذ ذلك الحين تقريباً وإلى ما شاء الله، فرحمة الله عليه وبركاته.
  وبعد أن دخل في عمل الإرشاد العام لم يتمكن من مواصلة عمله الطبي والاستمرار فيه لانشغاله بعمل الإرشاد إلا أنه كان يعطي إرشادات طبية للمرضى ويصف لهم العلاج.
  وكان أخوه وشقيقه العلامة الزاهد الورع عبدالله بن يحيى الحوثي طبيباً أيضاً، وما زال في عمله الطبي إلى أن توفاه الله تعالى، وكان يعظ كل من أقبل إليه للاستطباب، ويرشدهم إلى طريق الحق ويناقشهم ويجادلهم ويبلغ الجهد في نصيحتهم رحمة الله عليه وبركاته.
  ولعل المولى وشقيقه ورثا علم الطب من أخوالهما آل الغالبي، فأمهما هي حفيدة العالم الكبير القاضي العلامة محمد بن عبدالله الغالبي |، وكان | من العلماء المبرزين، وأبوه عبدالله بن علي الغالبي | هو الذي أسس العلم في هجرة ضحيان، وتخرَّج عليه الكثير من العلماء من ضحيان وصعدة وغيرهما.
  وبعد مجيء القاضي عبدالله الغالبي إلى ضحيان اشتهرت ضحيان بالعلم، فهاجر إليها الكثير من نواحي البلاد لطلب العلم، وكان ممن هاجر إلى هجرة ضحيان من حوث جد المولى أب أبيه واسمه حسين بن محمد الحوثي |، والمولى هو حسين بن يحيى بن حسين بن محمد الحوثي.