[مرحب للوافدين]
  العالم يستنقذ الله به العباد، والعابد يوشك أن ينقدح الشك في قلبه فإذا هو في وادي الهلكات» أو كما قال، وقال ÷: «نوم العالم أفضل من عبادة الجاهل»، وقد مدحه الله في القرآن وأثنى عليه بما لا يخفى.
  فعلى العاقل الذي نفسه عنده غالية عزيزة ويريد تشريفها والرفع من شأنها، ويريد أن يوصلها إلى المرابح العظيمة، والدرجات الرفيعة الدائمة، ولا يرضى لها بدناءة الجهل ووخامته وسوء عاقبته - أن يشمِّر بجد واجتهاد، وأن يصبر على ما يناله من المتاعب البدنية والمالية، وأن يجرِّد نفسه من الموانع التي تمنعه من بلوغ هذه الدرجة الرفيعة، وأن يزيل العوائق التي تعوقه، ومن أعظمها القات والدخان، وقد يسوِّل له الشيطان أنه ينشطه ويعينه على القراءة، وهذا ربما يكون صحيحاً إذا كان له ثروة مالية ودخل يكافيه، ولكن كيف إذا كان فقيراً ليس له دخل، أو له دخل قليل وهو يحتاج في القات والدخان ثلاثمائة ريال في اليوم أقل معدل ومثلها أو أكثر في لحمة وأكل وشاهي وسكر وخضرة وغاز وماء وكهرباء وبقية اللوازم من غير الكسوة والعلاج والفراش والمسكن والأثاث، واحتاج في شهره عشرين ألفاً أقل ما يقدر ولا تكفيه، وفي سنته مائتين وأربعين ألفاً، وليس له دخل يقوم بهذا المبلغ ولا نصفه، وكيف إذا كان الإنسان له ثلاثة أولاد أو أربعة أو خمسة وكلهم متولعون واحتاجوا أقل معدل بألف في اليوم ومثلها في بقية الحاجات ستين ألفاً في الشهر، في السنة سبعمائة وعشرين ألفاً، وليس له دخل إلا الشيء القليل ...