نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[في البحث عن أسباب النجاة]

صفحة 104 - الجزء 1

  والكرامة في جنات النعيم، وأن تكون قدوة لمجتمعها ولمن يأتي بعدها من النساء.

  نعم، قد رأينا وسمعنا صاحبات تقوى من المرشدات أصلحن مجتمعات من الأمهات والبنات، أصلحن أسراً كانت حياتها حياة البهائم والوحوش، فسعدت تلك الأسر حين غمرها في بيوتها الإرشاد والهدى والدين، فما أسعد من دبت ودرجت في تعلم العلم ونشره، المرشدة رب العالمين عليها راض وملائكته وأنبياؤه والأئمة والعلماء والمؤمنون، وهي ممن قال الله فيهم: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ٣٣}⁣[فصلت]، ولو لم يكن إلا حديث رسول الله ÷: «يا علي لأن يهدي الله على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس».

  فالسعيدة من حملها عقلها على تعلم العلم وتعليمه وبذله، فمن كانت كذلك فعقلها هو العقل الراجح.

  وقد خلد الله ذكر آسية زوجة فرعون كما سبق ودلنا بذكر كلامها في كتابه على رجاحة عقلها وغاية مطلوبها وما تتوق نفسها إليه سلام الله عليها ورضوانه، قال تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ١١}⁣[التحريم].

  انظري أيتها المؤمنة إلى كلام من جعلها الله قدوة للمؤمنين والمؤمنات وتأملي بدقة في حسن كلامها.