[الكون مع الصادقين]
  والابتهال بالمناجاة والدعاء، فالدعاء سلاح المؤمن.
  وكما أن للخذلان أسباباً فكذلك للهداية والتوفيق والسداد والثبات على الحق أسباب، من تلك الأسباب: التواضع لله ولرسوله وللمؤمنين، قال الله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا}[الفرقان: ٦٣]، ومنها: الدعاء كما سبق، والابتهال إلى الله ليلاً ونهاراً ومن صميم القلوب وإظهار الافتقار إلى القوي العزيز، وينبغي للداعي عند بداية الدعاء أن يستشعر قول الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: ٦٠]، وقولَه تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}[البقرة: ١٥٢]، وقولَه تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}[البقرة: ١٨٦].
  ومن تلك الأسباب: الرضا بعمل الدعاة إلى الله وتعظيمه بالقلب والدعاء لهم والإعانة على حسب الإمكان، في الحديث: «من رضي عمل قوم أشرك في عملهم»، «من أحب قوماً حشر معهم».
  ومنها: قضاء حوائج المؤمنين والضعفاء والمساكين، فقضاء حاجة مؤمن تعدل صيام شهر واعتكافه، وإدخال السرور من أوجب المغفرة.
  ومن أعظم القرب الداعية إلى ثبات الإنسان على دينه بر الوالدين وصلة الأرحام؛ فإنها سبب وثيق بين العبد وربه، وجالبة لخير الدنيا والآخرة، أما حب آل محمد فهو شرط لازم في إيمان العبد، وبانتفائه ينتفي الإيمان، وهو من أقوى أسباب الثبات