نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[صلة الأرحام]

صفحة 163 - الجزء 1

  الوقت إذا أرادوا خير الدنيا والآخرة وأرادوا المخرج من هلكة المواريث وحقوق الأرحام؛ لأن الله يقول: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ٢ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}⁣[الطلاق]، وسيجعل الله لهم وداً في قلوب الأرحام قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ٩٦}⁣[مريم].

  هذا، وليعلم كل مكلف أن الله سبحانه وتعالى تولى قسمة المواريث في كتابه ولم يكل تفصيلها إلى نبيه ÷ لعظم شأنها، وهدد بالنار من تعدى حدوده فيها وأن الممتنع من تسليمها بعد المطالبة يسمى غاصباً وظالماً وقد لعن الله الظالمين في كتابه قال تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ٥٢}⁣[غافر].

  وقد حذر الله كل أب وكل ولد أن لا يغتر أحد منهم بحلم الله في هذه الدنيا وأن الحسرة سوف تبلغ يوم القيامة منتهاها قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ٣٣}⁣[لقمان].

  وعليك - أيتها المؤمنة - أن تظفري بخير الدنيا والآخرة، عليك إن أردتِ من الله التوفيق والسداد وصلاح الذرية وبرهم أن تحثِّي زوجك وأولادك بصلة أرحامهم والإحسان إلى أقربائهم فالرجل يقبل من زوجته النصيحة وكذلك أولادها فتكون بتلك