نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[الكون مع الصادقين]

صفحة 15 - الجزء 1

  الوفاء به فضلاً عن أن يفيَ به، هل أحرقتنا قلوبنا عن التفريط في حق والدينا في ماضي أعمارنا أم نحن عن هذا التفريط والتقصير غافلون؟ وعما يراد بنا في مستقبلنا نائمون؟ كما قال وصي رسول الله ÷: «الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا».

  ومن تلك المحاسبة التي أرادها منا حبيبنا المصطفى ÷ لفت النظر إلى دواوين الكلام وما سجلته علينا ملائكة الله الكرام، وقد علمنا وأيقنَّا أنه مزبور في صحائفنا {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ١٨}⁣[ق]، {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ١٠ كِرَامًا كَاتِبِينَ ١١ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ١٢}⁣[الانفطار]، وقول رسول الله ÷ لمعاذ: «وهل يكب الناسَ على مناخرهم في نار جهنم إلا حصائدُ ألسنتهم».

  فهل حسينا بالندم يوماً ما على ما صدر من ألسنتنا من الغيبة والنميمة والشتائم والسباب والكلام الجارح لبعض العباد، مصيبة عمت، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ونستغفر الله من كل كلمة أرضينا بها الشيطان وأغضبنا بها خالقنا.

  ومن أبواب المحاسبة التي أرادها منا خير البشرية ÷: لفت النظر إلى ما وصل إلينا واستلمناه بأيدينا هل من حِلِه تلك الأموال أخذناها وتقصينا في مداخلها، وكذلك في إنفاقها؟ أم الشك حاصل في بعضها؟ إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اغفر لنا مظالم الخلق، وخلص رقابنا من كل حق يلزمنا بين يديك يا أرحم الراحمين.