نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[تعظيم شعائر الله]

صفحة 20 - الجزء 1

  وهم بالقرآن في غنى وإن كانوا فقراء، وأهل عافية وإن كانوا في بلاء، يطربون بذكر خالقهم وكلام ربهم، إذا قرعت أسماعهم آيات التخويف تحيرت أفكارهم وتاهت حلومهم خوفاً من لقاء الله وإشفاقاً من عذابه، وإذا سمعوا آيات البشائر بالجنان وما أعد الله فيها لأوليائه استراحت لها نفوسهم وتهللت لسماعها وجوههم، يتغذون بوعد خالقهم إذا قرأوا قبوله لتوبة التائبين، ويزيدهم قولُ الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}⁣[غافر: ٦٠]، بصائرَ في مناجاتهم، وقولُه تعالى: {لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}⁣[الزمر: ٥٣]، عزائمَ في محاسبة أنفسهم.

  يسهرون والناس نيام، قال أمير المؤمنين: (قلوبهم قرحة وإن ضحكوا) وقال: (قد براهم الخوف بري القداح)، وقال: (يحسبهم القوم مرضى وما بالقوم من مرض، ولقد خالطهم أمر عظيم).

  فيا أصحاب العقول الزكية والأخلاق المرضية نزهوا نفوسكم من التهاون بكتاب الله، وعضّوا على سماع آياته بالنواجذ، عظموا ما عظم الله، عظموا العلماء العاملين، والأتقياء المخلصين، {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ١٩}⁣[الحشر]، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.