نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[خشية الله]

صفحة 21 - الجزء 1

[خشية الله]

  

  قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}⁣[فاطر: ٢٨]، هل بقي شك في بقاء الليل لمن يشاهد الشمس بعينيه؟ هل شيء أوضح من خبر الله في هذه الآية؟

  يا طالب العلم، ويا طالب الجنة اعرض نفسك على هذه الآية، هل خشية الله تعم مشاعرك في بعض الأوقات أم لا؟ إن كنت الأول فإن رحمة الله قريب من المحسنين، وإن كنت الثاني فتناولك للعلم كالمتناول للدسومة من أهل السكر والضغط، وهل نفعَ إبليسَ علمُهُ؟ وبلعامَ بن باعوراء لصوقُ الآيات بين دمه ولحمه؟! فالخوف علامة الإيمان {وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ١٧٥}⁣[آل عمران].

  ما أعظم جرأة من قرأ العلم ولم يخش الله، استخفوا بحرم الله، محقرين لما عظم الله، ومالوا إلى الدنيا تعظيماً لما حقر الله؛ لأنهم فقدوا الروح للإيمان وهو الخوف وتسلحوا بقاتل الإيمان وهي العظمة.

  فالحذر الحذر يا طلبة العلم الشريف، ولنعلم جميعاً أن الفتن كالمطر ينتظره البدو وأصحاب الزرائع فتارة يكون المطر رحمة وأحياناً يكون نقمة، كذلك الفتن هي نعمة في حق المستبصرين ونقمة ووبال وهلاك في حق المتخاذلين.

  نعم، يكون الإنسان عالماً بعقله فترى عظمة الله قد ملأت قلبه، يخشى الله في السر والعلن، حريصاً على الحقوق، وصولاً