[خشية الله]
  للأرحام، تخشع لآيات الله رقبته، ويصفرّ لزواجر القرآن وجهه، فمن كان هذا حاله فقد زاده الله هدى إلى هداه، وهو من كرم الله بمحل لأجل تقواه، قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات: ١٣].
  فعلى طالب النجاة أن يفكر في عواقب الأمور، يفكر أين عاقبة أمره، وكذلك في ماضي عمره يحدث نفسه دائماً هل رب السموات علي راض أم غاضب؟ هل عاقبة أمري السلامة أم الحسرة والندامة؟ ماذا أُواجَه به وأنا أتجرع سكرات الموت؟ كيف إذا برزت سيئاتي في آخر لحظة من حياتي؟ وبعد ذلك ما هو أدهى وأمر.
  وعلى هذه الطريقة جرت طريقة المتقين، فالخائف من الله عالم بالله على قدر خشيته وخوفه، وكيف لا يخاف الإنسان ربه، وقد علم بسطوات الله في تلك الأمم السالفة والقرون الغابرة وبعدها إلى جهنم وبئس المصير؟
  إن أصحاب العقول الزكية يفكرون في عواقبِ أمورهم فتهون عليهم مصائب الدنيا وفي دقةِ الحساب فتسمج لذّاتُها، قولُ الله تعالى: {وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ١٧٥}[آل عمران]، يحتِّم على الإنسان البحث عن أسباب الخوف كي يتم له اسم الإيمان، سواء بتدبر القرآن والتفهم لأحاديث المصطفى ÷ أم بسماع المواعظ في مجالس الذكر وتلقي المعاشر في مدارس العلم.