نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[خشية الله]

صفحة 23 - الجزء 1

  لقد عظم المصطفى ÷ مجالس الذكر بقوله: «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا» قالوا: وما رياض الجنة يا رسول الله؟ قال: «مجالس الذكر» ساوى ÷ بين مجالس الذكر وبين الروضة في مسجده ÷ قال: «ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة»؛ لأن الإنسان محتاج للذكر لقلبه كحاجته للغذاء لبدنه، فلا تعظم المكاسب وتتم الرغائب إلا بالصبر ومجاهدة النفس وإرغامها والبحث والطلب لما يقوي عزائمها، أحياناً بالعمل كما سبق وأمثاله، وحيناً بالتفكر في سرعة زوال الدنيا وعاقبة أمرها من الضعف والبلاء ومجاورة الموتى والانقطاع عن الدنيا عاقبتها حفرة في محل الغرباء والمفارقة لجميع الأهل والأولاد والأصدقاء.

  ومما يقوي عزائم النفس وينعش القلوب ويوقظها من منامها ما قد وقعنا فيه من الزلات ووقعنا فيه من القبائح والخطيئات، وكيف المخرج من ذلك؟ ويحق –والله - أن تحار في ذلك أفكارنا.

  ولنعلم أن التوبة التي يصحبها ندم هي التوبة المقبولة التي أمرنا الله بها ودَلَّنا عليها رسوله ÷.

  ومما يقوي عزيمة المرء الخوف من الهلكة في بقية العمر وقد أمرنا رسول الله ÷ أن نسأل الله السداد. اللهم اقبل توبتنا، وسددنا في بقية أعمارنا، واجبر مصيبتنا فيما فرطنا فيه في ماضي أعمارنا، إنا لله وإنا إليه راجعون، وصلى الله وسلم على خيرة خلقه أجمعين وعلى أهل بيته الطاهرين.