[الرزق]
[الرزق]
  
  يقول الله سبحانه وتعالى: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ٢٧}[الشورى]، لقد كشف الله عن السر في تقليل الرزق على عباده في هذه الآية الكريمة فأين العقول السليمة التي تولي كتاب الله اهتماماً {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ٢٤}[محمد].
  وهل أهلك الناسَ إلا المغرياتُ؟ وما نشاهده اليوم أقوى دليل، إذا كان الرزاق المخبر لنا بالسر في تقليل الرزق على عباده، وذلك أن لا يقعوا في البغي وهو الظلم للغير ولأنفسهم فالواجب أن يتحول الحزن عند المؤمنين من قلة ذات اليد إلى فرح، والغم إلى السرور، وعدم الرضا إلى الرضا.
  وكنت أعجب من كلمة قالها جعفر بن محمد الصادق # عندما سأل رجلاً من خراسان قائلاً: كيف أنتم يا أهل خراسان؟ فأجابه الرجل قائلاً: إذا أُعْطِينا أكلنا وإذا مُنِعْنَا صبرنا، فقال الصادق #: «كذلك كلاب المدينة» فقال الرجل: وأنتم يا ابن رسول الله؟ قال: «إذا أعطينا آثرنا، وإذا مُنِعْنَا شكرنا» بهذا أو بمعناه، فلله در قرناء القرآن وتراجمته في كل زمان وما خصهم الله بالذكر في كل صلاة إلا لشأن! صدق سلام الله عليه ورضوانه، ينبغي أن نشكر الله على قلة ذات اليد إذا كانت رحمة من الله على عباده الصالحين؛ لأن القليل مع التقوى كثير؛ لأن الله يحط في