نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[الحاجة إلى الدعاء]

صفحة 33 - الجزء 1

[الحاجة إلى الدعاء]

  

  يقول أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ٦٠}⁣[غافر]:

  جمع الله في هذه الآية بين عطائه الجزيل وبين تهديده المخيف الصريح فما هو السر في ذلك.

  نعم، لا يكاد تطرق سَمْعَ أحدٍ موعظةٌ إلا ويسمع من الواعظ النصيحة بالدعاء ويَعْقُبُ النصيحةَ من الواعظ الاستدلالُ على فضل الدعاء بهذه الآية غير أن كثيراً من الأسماع تمجها، ولسان حال أحدهم يقول: كم قد سمعنا هذه النصيحة وهذه الآية، حتى إن بعض المذنبين الذين قد استحقوا من الله الخزي والنكال يصرح ويقول: ما ينفع الدعاء، وأي فائدة في الدعاء، ونحو ذلك من الجحود بآيات الله، والرد لما جاء به محمد المصطفى ÷ من عند الله.

  هناك نافذة على بعض أسرار هذه الآية من خلالها يظهر لنا شيء من الحكمة والسر، غير أن الأمر كما قال أحكم الحاكمين {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ٨٥}⁣[الإسراء].

  انظر أيها المستبصر المتتبع لأسباب النجاة لو أن أحداً من الأغنياء الخيِّرين دعا أحداً من أقاربه بمسمع ومرأى منك وفي حضرتك فلما حظر خاطبه قائلاً: يا أخي أو يا ابن أخي أنت