نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[الحاجة إلى الدعاء]

صفحة 35 - الجزء 1

  كم هو محتاج إليه من المعيشة وحاجاته موجودة عند خالق الأشياء، كم هو محتاج إليه من الحفظ له ولأسرته ولما في يديه، كذلك الأمان من الظلمة واللصوص والمتشفين، هو محتاج لحفظ الولد في بطن أمه، محتاج لتيسير خروجه عند الولادة، محتاج لحفظ أمه من النزيف كي لا تموت، هو محتاج حاجة ملحة لتوفيق الله وتسديده وهدايته وحسن خاتمته، هو محتاج لصلاح أولاده وبناته كي لا يقعوا في مستنقع الزنا والخمور والحشيش ومصاحبة الأنذال، هو محتاج أن لا يفضحوه ويهتكوا ستره بين المجتمع، هو محتاج لعافية زوجته وبقائها حية على أولادها وقد رأى من تُوفِّيَت زوجتُهُ وتركت له عدة أطفال ولا عنده قدرة على الزواج.

  نعم، الله عالم بحماقة الإنسان وقلة حيائه من خالقه وأنه يعصيه بنعمه فأراد ø أن تبلغ الحجة منتهاها حين أطلق لعبده جميع مطالبه وأنها بيد أقدر القادرين وكم قد رأى هذا العبد من نعم تغدو عليه وتروح فإن هو قَبِل عَرْض الله عليه فإنه يثاب عليه ويعطى مطالبه ويتولاه بعنايته وألطافه، وإن هو أعرض عن عرض من خلقه ورباه وكاد أن يكذب بوعد خالقه ومولاه فهو متكبر متبختر ملوم مأثوم يستحق الخزي والعار والخلود في النار وبئس المصير.

  هذا، وليعلم طالب النجاة والهداية من مولاه أن المطالب ونيل الرغائب لا تتم إلا بعد التعب والعناء والجهد مدة من الزمن طويلة مع صلاح النوايا فلا يحس طالب النجاة بذوق