[الاستغفار]
[الاستغفار]
  
  {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ١٠ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ١١ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ١٢}[نوح]:
  القائل هو نبي الله نوح # الذي لقي من العناء والتعب على مدى ألف سنة إلا خمسين عاماً ما لا يُقدَّر قدره، كان قومه يسخرون به وبمن معه ويستخفون بهم، وهو يدعوهم ليلاً ونهاراً كما حكى لنا ذلك ربنا سبحانه وتعالى في سورة نوح #، يحذرهم من عذاب الله وينذرهم بطشه ويعدهم إن هم أطاعوه وقبلوا نصحه بحياة سعيدة وعيشة هنية قال: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ١٠}[نوح]، يغفر الذنوب جميعاً وإن عظمت وكبرت، ما أجل وأعظم نعم الله على المكلفين بقبول التوبة دع ما سواها، والتوبة هي الرجوع عن الغي، هي الإقبال على الله بالندم مع الاستغفار والعزم على ترك العودة إلى المعاصي.
  وأردف تلك النعمة وهي قبول التوبة بنعم أخر لا أحد غير الله يستطيع أن يأتي بها منها المطر الذي هو راحة لكل كائن حي، وقوله: «مدراراً» معناه: دائمة الإدرار. «ويمددكم بأموال» ذهب وفضة، «وبنين» أولاد ذكور، «ويجعل لكم جنات» بساتين فيها من جميع أنواع الأثمار وأصناف الحبوب، «ويجعل لكم أنهاراً» من المياه مطردة، فإذا كانت هذه المذكورات من كبار النعم فما بالك بصغارها.