الأولين والآخرين حبيبنا محمد ÷ يخبرنا عن الله أن آخر شهر رمضان عتق من النار.

  نعم، في العشر الأواخر يظهر تأثير الصيام في وجوه الصائمين وفي أبدانهم حين أتعبوها بالامتناع من الأكل والشرب في نهارهم فاجتمعت حسناتهم في عشر رمضان الأُوَل وعشره الوسطى مع ما غفر الله فيها من الذنوب وستر عليهم من العيوب، فصارت هذه الحسنات قرباناً عظيماً وحازوا بها ربحاً جسيماً فتمحض من ذلك عتقاً لرقابهم من النار بخبر الصادق المصدوق ÷، فما أسعد من صام رمضان إيماناً واحتساباً! يفرح بقدومه أعظم من فرحه بعرسه، ويحزن لفقده كحزنه في موت ولده، {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ٣٢}⁣[الحج].

  الحور العين، يقول المصطفى ÷: «إذا كان أول ليلة هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق شجر الجنة فنظر الحور العين إلى ذلك فقلن: يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً تقر أعيننا بهم وتقر أعينهم بنا وما من عبد صام رمضان إلا زوجه الله زوجة في كل يوم من الحور العين في خيمة من درة مجوفة مما نعت الله به الحور المقصورات في الخيام» فأين العشاق للحور الحسان؟

  نعم، يحق لكل من بذل في شهر رمضان جهده من الطاعة مع صيامه أن يقولوا: إنا لله وإنا إليه راجعون أنا حرمت الخير الكثير ولو لم يكن التقصير إلا في عدة ساعات من ساعاته لأجل ما يعطي