في فضل شهر رمضان
  ذلك اليوم هو الفخر، أمام الهالكين الذين تهاونوا بحرمة رمضان، ينوه الله بذكرهم ويسمع أهل المحشر بتعظيم رب العزة لهم؛ لأنهم جاعوا في الدنيا ليشبعوا يوم القيامة، وعطشوا ليرووا كذلك، ألا تسمع ما حكى الله عن أمير المؤمنين وأهل بيته حين أطعموا المسكين واليتيم والأسير طالبين بذلك الإطعام رضاء الله قائلين: {إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ١٠ فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ١١}[الإنسان]، نضرة النعيم في وجوه الصائمين يوم القيامة يراها مَنْ قرُبْ ومَنْ بعد مع سرور لم يعهدوا له في هذه الدنيا مثيلاً وهذا معنى قول رسول الله ÷: «للصائم فرحتان فرحة عند فطره» وهذه ندركها بوجداننا عند الإفطار، «والأخرى يوم القيامة» نسأل الله أن يجعلنا من أهلها بجوده ومنه وكرمه.
  ثم قال: «فيؤتى بالصائمين فتوضع لهم الموائد وإنهم ليأكلون والناس يحاسبون» الجزاء من جنس العمل أبدلهم الله من التواضع في الدنيا الرفعة يوم القيامة ومن الجوع في أيام صيامهم وجبات من أفضل الطعام ربانية، يأكلون والناس في ذلك الحين أفئدتهم هواء من دقة الحساب، ينادى باسماء الهالكين والظامئة أكبادهم في الدنيا فرحون مستبشرون قد كفاهم الله مؤنة المحشر بما رأوا من كرم الضيافة تتهلل وجوه الملائكة فرحاً إذا نظروا إليهم، وتمتلئ غضباً إذا نظروا إلى وجوه أعداء الدين، فمن صبر ظفر، ولا ينال التقدير في