في فضل شهر رمضان
  في أمالي المرشد بالله # قال: قيل لرسول الله ÷: ما الذي يباعد الشيطان منا؟ قال: «الصوم يسود وجهه، ويكسر ظهره، والحب في الله، والمواظبة على العمل الصالح يقطع دابره، والاستغفار يقطع وتينه» أول الخصال المباعِدة عن الشيطان لعنه الله، والتي تسود وجهه من شدت الغيظ، والعجز عن النيل من أكثر الصائمين هو الصيام، معنى ذلك: أن الصوم على الشيطان لعنه الله خير ناصر ما دام وجهه يسود لذلك بخبر رسول ÷.
  ويقصم ظهره: عبارة عن خسارة على الشيطان لعنه الله لا تعوض لأنه لعنه الله كم تعب في إغواء كثير من المكلفين فلما صاموا إيماناً واحتساباً غفر الله لهم ذنوبهم وحط عنهم أوزارهم فصار ذلك وصمة خزي وعار في وجه الشيطان لعنه الله؛ لأن الصائم رحمة الله عليه نازلة يحوز بصيامه الثواب الكثير والأجر الكبير رحمة من أرحم الراحمين، وجزاء من أكرم الأكرمين.
  ثم قال ÷: «والحب في الله والمواظبة على العمل الصالح يقطع دابره» الحب في الله: أقوى عرى الإيمان يخبر الله للمصطفى ÷، امتاز المتحابون في الله بخصال حميدة وصفات رشيدة مدحهم الله وأثنى عليهم بقوله: {أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ}[المجادلة: ٢٢]، المتحابون في الله أعمالهم صالحة فهاتان الخصلتان وهما الحب في الله والمواظبة على الأعمال الصالحة تقطع دابره لعنه الله عمن يتخلق بها فلا سبيل