في فضل شهر رمضان
  حتى عبدوه بطاعتهم، فصارت عاقبتهم إلى النار، فعلى المؤمن بما يدفع عنه الشيطان الرجيم وأعوانه من الإنس وذلك بالصيام مع الاحتساب، والحب في الله والعمل الصالح والاستغفار ليلاً ونهاراً، {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[الحشر: ٧].
  اللهم اصرف عنا الشيطان وأعوانه يا رب العالمين.
  قال ربنا تبارك وتعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}[البقرة: ١٨٥]، وقال تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ١}[القدر].
  لقد شرف الله هذا الشهر الكريم وأشاد بفضله وذلك بنزول القرآن العظيم في ليلة من لياليه ألا وهي ليلة القدر المباركة كما أنه عظم كتابه غاية التعظيم بإنزاله في ليلة القدر كذلك، فينبغي أن يكثر المؤمنون من تلاوة كتاب الله والاستماع لتفاسيره؛ لأن الله قال: {هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} ولأن القراءة فيه نفلاً كالقراءة فرضاً فبقرآة القرآن في شهر الصيام تنال الرغائب وبالمحافظة على صلواته في جماعة وكذلك جُمَعه هي - ورب العالمين - من أكبر المكاسب.
  في أمالي أبي طالب # عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «من هجم عليه شهر رمضان صحيحاً سليماً فصام يومه وصلى ورداً من ليله، وحفظ فرجه ولسانه، وكف يده، وغظ بصره، وحافظ على صلاته مجموعة، وشهد جمعه، ثم بكر إلى عيده