نصائح عامة للرجال والنساء،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[تعظيم شعائر الله]

صفحة 18 - الجزء 1

[تعظيم شعائر الله]

  

  الحمد لله رب العالمين القائل: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ٣٢}⁣[الحج].

  نعم، من تعظيم الله - تقدس وتعالى - تعظيمُ كتابه الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ٤٢}⁣[فصلت]، وقد خص الله سبحانه وتعالى بهذا الكتاب العظيم أشرف نبي من أنبيائه وهو نبينا محمد ÷ تعظيماً لهذا النبي العظيم، ورحمة لأمته ÷، ومعجزة عظمى لخير البشرية إلى منقطع التكليف، غير أن الكثير لا يعرف من كلمة معجزة إلا لفظها حتى أن البعض لا يفرق بين كلام الله وغيره، وقد قال لي أحد الإخوان يوماً إنه يشك في القرآن أنه ليس بقرآن وكلام للرحمن، وأخبرني أنه سأل أحد العلماء فأجابه أن الله تحدى به سائر الناس أن يأتوا بمثله فإذا كان غير قرآن فأت بمثله، وهذا الجواب غير مقنع عندي، فقلت: أخبرني لو أن أحداً من الناس أتاك يوماً من الأيام بقصيدة بليغة تطرب لها نفس السامع لما ضمنها الشاعر من المعاني فقرأها عليك في الصباح فعجبت بها واستراحت لها نفسك، وفي وقت الظهر أقبل إليك ليسمعك تلك القصيدة وإذا به وقت العصر مقبل عليك لأجل قراءتها عليك، فلما دنا الليل أتاك وقال: أريد أن تسمع القصيدة ومن غد كذلك أتاك لأجل قراءتها؟