العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

ثالثا: أقوال في الصبر

صفحة 217 - الجزء 1

  ٣٢ - قال أمير المؤمنين علي #: لا إيمان كالحياء والصبر.

  ٣٣ - قال أمير المؤمنين علي # لابنه الحسن: وعود نفسك الصبر على المكروه ونعم الخلق التصبر، التصبر على المكروه يعصم القلب، من حلم ساد.

  ٣٤ - قَالَ الإمام جَعْفَر بن مُحَمَّد الصَّادِق رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا الْكَامِل من الرِّجَال من هُوَ فَقِيه فِي دينه صابر على مَا بِهِ فَيَنْبَغِي الصَّبْر الْجَمِيل لانتظار الْأجر الجزيل فانتظار الْفرج من الله بِالصبرِ عبَادَة.

  ٣٥ - قال الإمام الهادي # في الأحكام [ج ٢ ص ٥٣٦]: ليس من أهل الصبر من لم يصبر نفسه عن معاصي الله، ويصبرها على طاعة الله، وفي ذلك ما بلغنا عن رسول الله ÷ أنَّه قال: «إن الله تبارك وتعالى إذا حبَّ عبداً ابتلاه، وإذا ابتلاه فصبر كافاه».

  ٣٦ - قال الإمام الهادي #: الصبر شعار المؤمنين وهو باب يغلب الفاسقين، وأكرم الصبر الصبر على طاعة الله والمداومة على مرضاته والصبر عن معاصيه والحمل للنفس على ما يرضيه، وأزين الصبر الصبر على مخالفة الهوى. والمثابرة على الزهد في الدنيا، وفي ذلك ما يقول العلي الأعلى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى ٣٧ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ٣٨ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ٣٩ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ٤٠ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ٤١}.

  ٣٧ - روى أبو الفرج علي بن الحسين المعروف بابن الأصبهاني، قال: أخبرنا علي بن العباس البجلي، قال: حدثنا حسين بن نصر، وذكر قصة آل الحسن # في حبسهم، قال: حبسهم أبو جعفر في محبس لا يدرون ليلاً من نهار، ولا يعرفون وقت الصلاة إلا بتسبيح علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن #، فضجر عبد اللّه بن الحسن بن الحسن # ضجرة، فقال: يا علي أما ترى مانحن فيه من البلاء، ألا تطلب إلى ربك ø أن يخرجنا من هذا الضيق والبلاء، قال: فسكت عنه طويلاً ثم قال: يا عم، إن لنا في الجنة درجة لم نكن لنبلغها إلا بهذه البلية، أو بما هو أعظم منها، وإن لأبي جعفر في النار موضعاً لم يكن ليبلغه حتى يبلغ منا مثل هذه البلية وأعظم منها، فإن تشاء أن تصبر فما أوشك فيما أصبنا أن نموت ونستريح كأن لم يكن منه شيء، وإن تشاء أن ندعو ربنا ø أن يخرجك من هذا الغم، ويقصر بأبي جعفر عن غايته التي له في النار، فعلنا. قال: لا بل أصبر. فما مكثوا إلا ثلاثاً حتى قبضهم اللّه إليه.