رابعا: أشعار في الصبر
  كم فرج بعد إياس قد أتى ... وكم سرور قد أتى بعد الأسى
  ٢٦ - ويروى أن رجلا ركب البحر فكسر به فوقع في جزيرة من جزائر البحر فمكث فيها ثلاثا لا يرى أحدا ولا يأكل طعاما ولا يشرب شرابا فأيس من الحياة فتمثل:
  إذا شاب الغراب أتيت أهلي ... وصار القار كاللبن الحليب
  فأجابه مجيب يقول:
  عسى الكرب الذي أمسيت فيه ... يكون وراءه فرج قريب
  فنظر فإذا سفينة في البحر فلوح لهم فأتوه فحملوه وأصاب معهم خيرا ورجع الى أهله سالماً.
  ٢٧ - عسى فرجٌ يأتي به الله إنَّه ... له كلَّ يومٍ في خليقته أمر
  عسى ما ترى ألاَّ يدوم وأن ترى ... له فرجاً ممَّا ألحّ به الدَّهر
  إذا اشتدَّ عسرٌ فارج يسراً فإنَّه ... قضى الله أنَّ العسر يتبعه اليسر
  ٢٨ - إذا الحادثات بلغن المدى ... وكادت لهنَّ تذوب المهج
  وحلّ البلاء وقلّ الوفا ... فعند التَّناهي يكون الفرج
  ٢٩ - صبرا جميلا على ما ناب من حدث ... والصبر ينفع أحيانا إذا صبروا
  الصبر أفضل شيء تستعين به ... على الزمان إذا مامسك الضرر
  ٣٠ - تعز بحسن الصبر عن كل هالك ... ففي الصبر مسلاة الهموم اللوازم
  إذا أنت لم تسل اصطبارا وخشية ... سلوت على الأيام مثل البهائم
  وليس يذود النفس عن شهواتها ... من الناس إلا كل ماضي العزائم
  ٣٢ - كن عن همومك معرضاً ... وكل الأمور إلى القضا
  وابشر بخيرٍ عاجلٍ ... تنسى به ما قد مضى
  فلربَّ أمرٍ مسخطٍ ... لك في عواقبه الرِّضا
  ٣٣ - صبرت ومن يصبر يجد غب صبره ... ألذ وأحلى من جنى النحل في الفم
  ومن لا يطب نفسا ويستبق صاحبا ... ويغفر لأهل الود يضرم ويصرم
  ٣٤ - وكم من ليلة بت في كربة ... يكاد الرضيع لها يشيب