رابعا: أشعار في الصبر
  بليت بدار ما تقضى همومها ... فلست أرى إلا التوكل والصبرا
  إذا ما مضى يوم بأمر فقلت قد ... قطعت قواه أحدثت ليلة أمراً
  ٥٣ - من ضاق عنك فأرض الله واسعة ... عن كل وجهٍ مضيقٍ وجه منفرج
  قد يدرك الراقد الهادي برقدته ... وقد يخيب أخو الروحات والدلج
  خير المذاهب في الحاجات أنجحها ... وأضيق الأمر أدناه من الفرج
  ٥٤ - لا تقنطن بأمر وانتظر فرجاً ... إن يأذن الله يأت الضنك بالفرج
  زيدي عساك إذا ما زدت تنتقصي ... ضيقي لعلك بعد الضيق تنفرجي
  ٥٥ - تعز فإن الصبر بالحر أجمل ... وليس على ريب الزمان معسول
  فلو كان يغنى أن يرى المرء جازعاً ... لنازلة أو كان يغنى التذلل
  لكان التعزى عند كل مصيبة ... ونازلةٍ بالحر أولى واجمل
  فكيف وكل ليس يعدو حمامه ... وما لمراءٍ عما قضى الله مزحل
  فإن تكن الأيام فيا تبدلت ... ببؤسٍ ونعمى والحوادث تفعل
  فما لينت منا قناةً صليبةً ... ولا ذللنا للذي ليس يجمل
  ولكن رحلناها نفوسا كريمة ... تحمل ما لا يستطاع فتحمل
  وقينا بعزم الصبر منا نفوسنا ... فصحت لنا الأعراض والناس هزل
  ٥٦ - قد عشت في الدّهر ألواناً على خلق ... شتّى وقاسيت فيه الّلين والطّبعا
  كلاّ لبست فلا النّعماء تبطرني ... ولا تعودت من مكروهها جشعا
  لا يملأ الأمر صدري قبل مصدره ... ولا أضيق به ذرعا إذا وقعا
  ٥٧ - المرء نصب مصائب لا تنقضي ... حتى يواري جسمه في رمسه
  فمؤجل يلفي الردى في أهله ... ومعجل يلقى الردى في نفسه
  ٥٨ - أنفق من الصبر الجميل فإنه ... لم يخش فقرا منفق من صبره
  ٥٩ - وأدبني دهري بكر صروفه ... وكر صروف الدهر نعم المؤدب
  ونحن بنو الدنيا نروح لهامها ... ونغدو على هاماتنا نتقلب
  وأجهالنا فيها على الخيل تركب ... وألبابنا فيها تجر وتسحب