ثالثا: أقوال في التواضع والكبر
  الفقه والحكمة، ورحم أهل الذل والمسكنة، طوبى لمن أنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل عن قوله، ووسعته السنة ولم يشذ عنها إلى بدعة».
  ٢٤ - وفي أمالي أبي طالب #: عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، قال: كان ابن عباس يحدث أن اللّه ø أرسل إلى نبيه ÷ مَلَكاً من الملائكة، ومعه جبريل #، فقال: الملك لرسول الله: إن اللّه ø يخيّرك بين أن تكون عبداً نبياً، وبين أن تكون مَلِكاً نبياً. فالتفت النبي ÷ إلى جبريل # كالمستشير إليه، فأشار جبريل أن تواضع، فقال ÷: «لا، بل أكون عبداً نبياً»، قال: فما أكل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بعد تلك الكلمة طعاماً متكئاً حتى لقي اللّه ø».
  ٢٥ - وفي أمالي أبي طالب #: عن علي #، قال: أفطر رسول اللّه ÷ بقباء يوم الجمعة، فأتاه أوس الأنصاري بقعب فيه لبن مخيض بعسل، فلما وضعه على فيه نحاه، ثم قال: «شرابان يجزي أحدهما دون الآخر، لا أشربه، ولا أحرمه، ولكني أتواضع لله ø فإنه من تواضع لله ø رفعه الله، ومن تكبر قصمه الله، ومن اقتصر في معيشته رزقه اللّه، ومن أكثر ذكر الله أحبه اللّه ø».
  ٢٦ - وفي أمالي الإمام احمد بن عيسى #: عن جعفر، عن أبيه، قال: قال رسول الله ÷: «إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد».
ثالثاً: أقوال في التواضع والكبر
  ١ - من كلام الإمام علي #: (الحمد لله الذي لبس العز والكبرياء واختارهما لنفسه دون خلقه، وجعلهما حمىً وحرماً على غيره، واصطفاهما لجلاله، وجعل اللعنة على من نازعه فيهما من عباده، ثم اختبر بذلك ملائكته المقربين ليميز المتواضعين منهم من المتكبرين فقال سبحانه وهو العالم بمضمرات القلوب، ومحجوبات الغيوب: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ٢٩ فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ٣٠ إِلاَّ إِبْلِيسَ}[الحجر] اعترضته الحمية فافتخر على آدم بخلقه، وتعصب عليه لأصله، فعدَّ والله إمام المتعصبين، وسلف المستكبرين، الذي وضع أساس العصبية، ونازع الله رداء الجبرية، وأدرع لباس التعزر، وخلع قناع التذلل، ألا ترون كيف صغره الله بتكبره ووضعه الله بترفعه فجعله في الدنيا مدحوراً وأعدَّ له في الآخرة سعيراً ... إلى أن قال: فاعتبروا بما كان من فعل الله بإبليس إذ أحبط عمله الطويل وجهده الجهيد، وكان قد عبد الله ستة آلاف سنة لا يدرى أمن سني