ثالثا: أقوال في التواضع والكبر
  ٦ - قال أمير المؤمنين علي #: (أَلَا وَقَدْ أَمْعَنْتُمْ فِي الْبَغْيِ وَأَفْسَدْتُمْ فِي الْأَرْضِ مُصَارَحَةً لِلَّهِ بِالْمُنَاصَبَةِ وَمُبَارَزَةً لِلْمُؤْمِنِينَ بِالْمُحَارَبَةِ فَاللَّهَ اللَّهَ فِي كِبْرِ الْحَمِيَّةِ وَفَخْرِ الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مَلَاقِحُ الشَّنَئَانِ وَمَنَافِخُ الشَّيْطَانِ الَّتِي خَدَعَ بِهَا الْأُمَمَ الْمَاضِيَةَ وَالْقُرُونَ الْخَالِيَةَ حَتَّى أَعْنَقُوا فِي حَنَادِسِ جَهَالَتِهِ وَمَهَاوِي ضَلَالَتِهِ ذُلُلًا عَنْ سِيَاقِهِ سُلُساً فِي قِيَادِهِ أَمْراً تَشَابَهَتِ الْقُلُوبُ فِيهِ وَتَتَابَعَتِ الْقُرُونُ عَلَيْهِ وَكِبْراً تَضَايَقَتِ الصُّدُورُ بِهِ).
  ٧ - عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # أنه قال: (أوحى الله إلى موسى بن عمران أتدري لما اصطفيتك على الخلائق وكلمتك تكليما قال لم يا رب؟ فقال لاني أطلعت على قلوب عبادي فلم أجد فيهم أشد تواضعا لي منك).
  ٨ - قال الإمام القاسم الرسي #: واجتنب الكبر فإنه رداء الجبار، والمعطل للديار، والمحل لصاحبه دار البوار، والمغير للانعام، والمعجل للانتقام، وعليك بتحصيل الأشياء وفحصها، وقرع أبواب زيادتها ونقصها، وتصريفها على جهتها، وقلة العجلة في التبصر بها، حتى تتضح لك آثارها، وتُسفِر لك أوجهها، ثم استقبلها في أوان العنفوان، ولا تَنقَدْ بالهوى إلى الوَخَم من الأعطان، فتجرحك الأوهام، ويصرعكما ليس لك عليه قوام، فقد عاينت جرحى الأيام، وقلة رأفتها بالكرام، وكثرة رجوع صرعاها على أنفسهم بالملام.
  ٩ - قال الإمام عبدالله بن حمزة #: الكبر حده: التجافي عن سبل الحق واستصغار الناس.
  ١٠ - محمد بن علي بن الحسين الباقر #: ما دخل قلب امرءٍ شيءٌ من الكبر إلا نقص من عقله مثل ذلك قل أو كثر.
  ١١ - روي أن محمدا الباقر # قال: الغنى والعز يجولان في قلب المؤمن فإذا وصلا إلى مكان التوكل استوطناه.
  ١٢ - قال الإمام الهادي يحيى بن الحسين #: التواضع زين المؤمن ومن تواضع لله وللمسلمين رفعه الله وما أرض رويت فاهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج فعلا نبتها واخضر جنابها وأينع ثمرها وكثر ماؤها وعظم خيرها بأحسن عند المحتاج إليها من التواضع في الإمام العادل عند الله إذا كان تواضعه لله وفي الله، ومن تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر وتجبر في أرض الله وضعه، ومن رفعه الله لم يتضع ومن وضعه الله لم يرتفع.