ثالثا: أقوال في التواضع والكبر
  ١٣ - الكبر: هو اعتقاد مطلق غير علم أن النفس تستحق من التعظيم فوق ما يستحقه غيرها ممن لا يعلم استحقاقه الإهانة، ودليل كونه من أفعال القلوب، قوله تعالى: {إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيه}[غافر ٥٦].
  ١٤ - التكبر أعظم الآفات، وأرمى الذنوب لصاحبه إلى مهاوي الهلكات، فإنه يجر الإنسان إلى كراهة التواضع، وقلة الرضاء باليسير من الدنيا، وقلة الصبر على استحقار الناس له، فيكون ذلك سببا لطلب العز والفخر بالقتل والقتال.
  ١٥ - عجباً لابن آدم يتكبر وقد خرج من مجرى البول مرتين.
  ١٦ - أسباب الكبر سبعة: ١ - العلم.٢ - العبادة. ٣ - النسب. ٤ - الجمال. ٥ - المال. ٦ - القوة. ٧ - كثرة الأتباع.
  ١٧ - أمهات الخطايا ثلاث: الحسد، والحرص، والكبر. وزِيدَ: النوم، والراحة، وحب المال، وحب المَحمَدةِ، وحب الرئاسة.
  ١٨ - من التواضع ان ترضى بالمجلس دون المجلس، وأن تسلّم على من تلقى. وأن تترك المراء وإن كنت محقاً، ولا تحب أن تحمد على التقوى.
  ١٩ - التواضع: هو خلق كريم، وخلّة جذابة، تستهوي القلوب، وتستثير الاعجاب والتقدير، وناهيك في فضله أن اللّه تعالى أمر حبيبه، وسيد رسله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بالتواضع، فقال تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}[الشعراء ٢١٥].
  ٢٠ - المتكبر أشد الناس عُتوّاً وامتناعاً عن الحق والعدل، ومقتضيات الشرائع والأديان.
  ٢١ - عَجِبْت لِمَنْ جَرَى فِي مَجْرَى الْبَوْلِ مَرَّتَيْنِ كَيْفَ يَتَكَبَّرُ.
  ٢٢ - الكبر والإعجاب يسلبان الفضائل، ويكسبان الرّذائل وليس لمن استوليا عليه إصغاء لنصح، ولا قبول لتأديب، لأنّ الكبر يكون بالمنزلة، والعجب يكون بالفضيلة، فالمتكبّر يجلّ نفسه عن رتبة المتعلّمين، والمعجب يستكثر فضله عن استزادة المتأدّبين.
  ٢٣ - قيل: إنه مَرَّ بَعْضُ أَوْلَادِ الْمُهَلَّبِ بِمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ وَهُوَ يَتَبَخْتَرُ فِي مِشْيَتِهِ، فَقَالَ لَهُ مَالِكٌ: يَا بُنَيَّ لَوْ تَرَكْتَ هَذَا الْخُيَلَاءَ لَكَانَ أَجْمَلَ، فَقَالَ: أَوَمَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: أَعْرِفُك مَعْرِفَةً جَيِّدَةً، أَوَّلُكَ نُطْفَةٌ مَذِرَةٌ، وَآخِرُكَ جِيفَةٌ قَذِرَةٌ، وَأَنْتَ بَيْنَ ذَلِكَ تَحْمِلُ الْعَذِرَةَ. فَأَرْخَى الْفَتَى رَأْسَهُ وَكَفَّ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ.