العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في الغيبة والنميمة

صفحة 285 - الجزء 1

  فكيف لي باحتراسٍ ... من قائل البهتان

  ٣١ - لِسَانُ الْفَتَى حَتْفُ الْفَتَى حِينَ يَجْهَلُ ... وَكُلُّ امْرِئٍ مَا بَيْنَ فَكَّيْهِ مَقْتَلُ

  إِذَا مَا لِسَانُ الْمَرْءِ أَكْثَرَ هَذْرَهُ ... فَذَاكَ لِسَانُ بِالبَلاءِ مُوَكَّلُ

  وَكَمْ فَاتِحٍ أَبْوَابَ شرٍّ لِنَفْسِهِ ... إِذَا لَمْ يَكُنْ قُفْلُ عَلَى فِيهِ مُقْفَلُ

  كَذَا مَنْ رَمَى يَوْمًا شَرَارَاتِ لَفْظِهِ ... تَلَقَّتْهُ نِيرَانُ الْجَوَابَاتِ تَشْعَلُ

  وَمَنْ لَمْ يُقَيِّدْ لَفْظَهُ مُتَحَمِّلاً ... سيطلق فِيهِ كُلَّ مَا لَيْسَ يَجْمُلُ

  وَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِي فِيهِ مَاءُ صِيَانَةٍ ... فَمِنْ وَجْهِهِ غُصْنُ الْمَهَابَةِ يَذْبُلُ

  فَلا تَحْسَبَنَّ الْفَضْلَ فِي الْحِلْمِ وَحْدَهُ ... بَلْ الْجَهْلُ فِي بَعْضِ الأَحَايِينِ أَفْضَلُ

  وَمَنْ يَنْتَصِرْ مِمَّنْ بَغَى فَهُوَ مَا بَغَى ... وَشَرُّ الْمُسِيئَينِ الَّذِي هُوَ أوَّلُ

  وقَدْ أَوْجَبَ اللهُ الْقِصَاصَ بِعَدْلِهِ ... وَللهِ حُكْمُ فِي الْعُقُوبَاتِ مُنَزَلُ

  فَإِنْ كَانَ قَوْلٌ قَدْ أَصَابَ مَقَاتِلاً ... فَإِنَّ جَوَابَ الْقَوْلِ أَدْهَى وَأَقْتَلُ

  وَقَدْ قِيلَ فِي حِفْظِ اللِّسَانِ وَخَزْنِهِ ... مَسَائِلُ مَنْ كُلِّ الْفَضَائِلِ أَكْمَلُ

  وَمَنْ لَمْ يُقَرِّبْهُ سَلامَةُ غَيبِهِ ... فَقُرْبَانُهُ فِي الْوَجْهِ لا يُتَقَبَّلُ

  وَمَنْ يتَّخِذْ سُوءَ التَّخَلُّفِ عَادَةً ... فَلَيْسَ عَلَيْهِ فِي عِتَابٍ مُعَوَّلُ

  وَمِنْ كَثُرَتْ مِنْهُ الْوَقِيعَةُ طَالِبًا ... بِهَا عِزَّةً فَهُوَ الْمُهِينُ الْمُذَلَّلُ

  وَعَدْلُ مُكَافَاةِ الْمُسِيءِ بِفِعْلِهِ ... فَمَاذَا عَلَى مَنْ فِي الْقَضِيَّةِ يَعْدِلُ

  وَلا فَضْلَ فِي الْحُسْنَى إِلَى مَنْ يُحِسُّهَا ... بَلَى عِنْدَ مَنْ يَزْكُو لَدَيْهِ التَّفَضُّلُ

  وَمَنْ جَعَلَ التَّعْرِيضَ مَحْصُولَ مَزْحِهِ ... فَذَاكَ عَلَى الْمَقْتِ الْمُصَرَّحِ يَحْصُلُ

  وَمَنْ أَمِنَ الآفَاتِ عَجَبًا بِرَأْيِهِ ... أَحَاطَتْ بِهِ الآفَاتُ مِنْ حَيْثُ يَجْهَلُ

  أُعَلِّمِكُمُ مَا عَلَّمَتْنِي تَجَارُبِي ... وَقَدْ قَالَ قَبْلِي قَائِلُ مُتَمَثِّلُ

  إِذَا قُلْتَ قَوْلاً كُنْتَ رَهْنَ جَوَابِهِ ... فَحَاذِرْ جَوَابَ السُّوءِ إِنْ كُنْتَ تَعْقِلُ

  إِذَا شِئْتَ أَنْ تَحْيَا سَعِيدًا مُسَلَّمًا ... فَدَبِّرْ وَمَيِّزْ مَا تَقُولُ وَتَفْعَلُ

  ٣٢ - إذا ما ذكرت الناس فاترك عيوبهم ... فلا عيب إلا دون ما منك يذكر

  فإن عبت قوما بالذي ليس فيهم ... فذلك عند الله والناس أكبر

  وإن عبت قوما بالذي فيك مثله ... فكيف يعيب العور من هو أعور