العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعأ: أشعار في بر الوالدين

صفحة 294 - الجزء 1

  فلو تعرض الدنيا علي بأسرها ... وتحجب عن عيني ماكنت افعل

  وأسأل ربي العفو عنك بمنه ... واني مداك الدهر لا اتحول

  فلما سمع النبي ÷ هذه الأبيات قال للولد: «أنت ومالك لأبيك».

  ٥ - قَضَى اللهُ أنْ لا تَعْبُدوا غَيْرَهُ حَتْما ... فَيَا وَيْحَ شَخْصٍ غَيْرَ خَالِقِهِ أَمَّا

  وَأَوْصَاكُمُو بالوَالِدَيْنِ فَبَالِغُوا ... بِبرِّهِمَا فَالأَجْرُ في ذَاكَ وَالرُّحْمَا

  فَكَمْ بَذَلاَ مِن رَأْفَةٍ وَلَطَافَةٍ ... وَكَمْ مَنَحا وَقْتَ احْتِيَاجِكَ مِنْ نُعْمَا

  وَأُمُّكَ كَمْ بَاتَتْ بِثِقْلِكَ تَشْتَكِيْ ... تُوَاصِلُ مِمَّا شَقَّها البُؤْسَ وَالغَمَّا

  وَفي الوَضْعِ كَمْ قَاسَتْ وَعِنْدَ وِلاَدِهَا ... مُشِقًّا يُذِيْبُ الجِلْدَ وَاللَّحْمَ وَالعَظْمَا

  وَكَمْ سَهِرَتْ وِجْدًا عَلَيْكَ جُفُونُها ... وَأَكْبَادُهَا لَهْفَاً بِجِمْرِ الأَسَا تَحْمَى

  وَكَمْ غَسَّلَتْ عَنْكَ الأذَى بِيَمِيْنِهَا ... حُنُوًّا وَاشْفَاقَاً وَأَكْثَرَتِ الضَّمَّا

  فَضَيَّعْتَهَا لمَّا أَسَنَّتْ جَهَالَةً ... وَضِقْتَ بِهَا ذَرْعَاً وَذَوَّقْتَهَا سُمَّا

  وَبِتَّ قَرِيْرَ العَيْن رَيَّانَ نَاعِمًا ... مُكِبًّا على اللَّذَاتِ لا تَسْمَعُ اللَّوْمَا

  وَالوَالِدُ الأَصْلُ لا تُنِكِرْ لِتَرْبِيَةٍ ... وَاحْفَظْهُ لا سِيَّما إِنْ أَدْرَكَ الكِبَرَا

  فَمَا تُؤَدِّي لَهُ حَقًّا عَلَيْكَ وَلَوْ ... عَلَى عُيُونِكَ حَجَّ البَيْتَ وَاعْتَمَرا

  ٦ - فَلا تُطِعْ زَوْجَةً فِي قَطْعِ وَالِدَةٍ ... عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَخِيْ قَدْ أَفْنَتِ الْعُمُرَا

  فَكَيْفَ تُنْكِرُ أُمًّا ثُقْلُكَ احْتَمَلَتْ ... وَقَدْ تَمَرَّغْتَ فِي أَحْشَائِهَا شُهُرَا

  وَعَالَجَتْ بِكَ أَوْجَاعَ النِّفَاسِ وَكَمْ ... سُرَّتْ لَمَّا وَلَدَتْ مَوْلُدِهَا ذَكَرَا

  وَأَرْضَعَتْكَ إِلَى حَوْلَيْنِ مُكْمِلَةً ... فِي حَجْرِهَا تَسْتَقِيْ مِنْ ثَدْيِهَا الدُّرَرَا

  وَمِنْكَ يُنْجِسُهَا مَا أَنْتَ رَاضِعُهُ ... مِنْهَا وَلا تَشْتَكِي نَتْنًا وَلا قَذَرَا

  وَقُلْ هُوَ اللهُ بِالآلافِ تَقْرَؤُهَا ... خَوْفًا عَلَيْكَ وَتُرْخِي دُوْنَكَ السُّتُرَا

  وَعَامَلَتْكَ بِإِحْسَانٍ وَتَرْبِيَةٍ ... حَتَى اسْتَوَيْتَ وَحَتَى صِرْتَ كَيْفَ تَرَى

  فَلا تُفَضِّلْ عَلَيْهَا زَوْجَةً أَبَدًا ... وَلا تَدَعْ قَلْبُهَا بِالْقَهْرِ مُنْكَسِرَا

  وَالْوَالِدُ الأصْلُ لا تُنْكِرْ لِتَرْبِيَةٍ ... وَاحْفَظْهُ لاسِيَّمَا إِنْ أَدْرَكَ الْكِبَرَا

  فَمَا تُؤَدِّيْ لَهُ حَقًّا عَلَيْكَ وَلَوْ ... على عُيُوْنِكَ حَجُ الْبَيْتِ وَاعْتَمَرَا

  ٧ - زُرْ وَالَدَيْكَ وَقِفْ الى قَبْرَيْهِمَا ... فَكَأَنَّنِيْ بِكَ قَدْ نُقِلْتَ إِلَيْهِمَا