رابعا: أشعار في الأخوة
  مُتَصَنِّعٌ لَكَ فِي مَوَدَّتِهِ ... يَلْقَاكَ بِالتَّرْحِيبِ وَالْبِشْر
  يُطْرِي الْوَفَاءَ وَذَا الْوَفَاء ... وَيَلْحِي الْغَدْرَ مُجْتَهِدًا وَذَا الْعَذْر
  فَارْفُضْ بِإِجْمَالِ مَوَدَّةِ مَنْ ... يَقْلِي الْمُقِلَّ وَيَعْشَقُ الْمُثْرِي
  وَعَلَيْكَ مَنْ حَالاه وَاحِدَةٌ ... فِي الْعُسْرِ مَا كُنْتَ وَبِالْيُسْر
  ٢٢ - وأهوى من الشبان كل مجيب ... عن اللهوِ مِقْدَامًا إلى كُلِّ طَاعَة
  أَخُو عِفَّةٍ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ مُحَرَّمٍ ... وَذُر رَغْبَةٍ فِيمَا يَقُودُ لجنّة
  تَمَسَّكْ بِهِ إِنْ تَلْقَهُ يَا أَخَا التُّقَى ... تَمَسُكَ ذِي بُخْلٍ بِتِبْرٍ وَفِضَّة
  أُحِبُّ مِن الإِخْوَانِ كُلَّ مُواتِي ... وَكلّ غضيض الطَّرْفِ عن هَفَوَاتِي
  يُوَافِقُنِ فِيمَا بِهِ اللهُ رَاضِيًا ... وَيَحْفَظُنِي حَيًّا وَبَعْدَ مَمَاتِي
  ٢٣ - هُمُومُ رِجَالٍ فِي أُمُورٍ كَثِيرةٍ ... وَهَمٍيْ مٍن الدُّنْيَا صَدٍيقٌ مُسَاعِدُ
  نَكُونُ كَرُوحٍ بَيْنَ جِسْمَيْنِ قُسِّمَتْ ... فَجَسْمَهُمَا جِسْمَانِ والرُوحُ واحِدُ
  ٢٤ - لعمرك ما مال الفتى بذخيرة ... ولكن اخوان الثقات الذخائر
  ٢٥ - يُعرّفك الاخوان كل بنفسه ... وخير أخ ما عرفتك الشدائد
  يَقاسُ المَرءُ بِالمَرءِ ... إِذا ما هُوَ ماشاهُ
  وَلِلشَّيءِ عَلى الشَيءِ ... مَقاييسُ وَأَشباهُ
  وَلِلقَلبِ عَلى القَلبِ ... دَليلٌ حينَ يَلقاهُ
  ٢٦ - ما ذاقت النّفس على شهوة ... الذّ من حب صديق أمين
  من فاته ودّ أخ صالح ... فذلك المغبون حقّ اليقين
  ٢٧ - لَجَلْسَتِي مَعْ فَقِيهٍ مُخْلِصٍ وَرَعٍ ... أَنْفِي بِهَا الْجَهْلِ أَوْ أَزْدَدْ بِهَا أَدَبَا
  أَشْهَى إِلَيَ مِنَ الدُّنْيَا وَزُخْرُفِهَا ... وَمِلْئِهَا فِضَّةً أَوْ مِلْئهَا ذَهَبًا
  ٢٨ - وَلاَ تَصْحَبَنَّ إِلاَّ تَقِيًّا مُهَذَّبًا ... عَفِيفًا زَكِّيًا مُنْجِزًا لِلْمَوَاعِد
  وَقَارِنْ إِذَا قَارَنْتَ حُرًّا مُؤَدَّبًا ... فَتىً من بَنِي الأحْرَارِ زَينِ المَشَاهِد
  وَكُفَّ الأذَى وَاحْفَظْ لِسَانَكَ واتَّقِ ... فَدَيتُكَ في وُدِّ الخِليلِ المُسَاعِد
  وَغْضَّ عَنْ المَكْرُوهِ طَرْفَكَ وَاجْتَنِبْ ... أَذَى الجَارِ وَاسْتَمْسِكْ بِحَبْلِ المَحَامِد
  ٢٩ - عَلَيْكَ من الإِخْوَانِ كُلَّ ثِقَاتِ ... حَمُولٍ لِعَبْءِ النَّائِبَاتِ مُوَاتِي