العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في الأخوة

صفحة 326 - الجزء 1

  فذاكَ بِهِ فاشْدُدْ يَدَيكَ وَلاَ تُرِدْ ... بِهِ بَدَلاً فِي عِيْشَةٍ وَمَمَات

  يَحُوْطُكَ فِي غَيْبٍ ويَرْعَاكَ شَاِهداً ... ويَسْتُر مَا أَبْديْتَ مِن عَثَرَات

  ومَنْ لِيْ بِهَذا لَيْتَ أَنِّي لَقِيْتُهُ ... فَقَاسَمْتُهُ مَاليْ مِن الحَسَنَات

  ٣٠ - وَمَنْ يَكُنِ الْغُرَابَ لَهُ دَلِيلاً ... يَمُرُّ بِهِ عَلى جِيفِ الْكِلاب

  كُلُّ مَنْ لا يَؤاخِيكَ فِي الله ... فَلا تَرْجُ أَنْ يَدُومَ إِخَاؤُهُ

  خَيْرُ خِلٍ أَفْدَتْهُ ذُو إِخَاءٍ ... كَانَ للهِ وُدُهُ وَصَفَاؤهُ

  ٣١ - أَرَى النَّاسَ إِخْوَانَ الرَّخَاءِ وَإِنَّمَا ... أَخُوكَ الَّذِي آخَاكَ عِنْدَ الشَّدَائد

  وَكُل خليل بالهوْينا ملاطِفٌ ... وَلكنَّمَا الإِخْوَانِ عِنْدَ الشَّدائد

  ٣٢ - إِذَا حَقَّقْتَ وِدًّا فِي صَدِيق ... فَزُرْهُ ولا تَخَفْ مِنْهُ مِلالا

  وَكُنْ كالشَّمْسِ تَطْلعُ كُلَّ يَوْمٍ ... وَلا تَكُ فِي زِيَارَتِهِ هِلالا

  ٣٣ - وَكُلُّ مُقِلّ حِينَ يَغْدُو لِحَاجَةٍ ... إلى كُلّ يَلْقَى مِن النَّاسِ مُذْنِبُ

  وكان بَنُوا عَمِّي يَقُولُونَ مَرْحَبَا ... فَلمَّا رَأَوْنِي مُعْدِمًا مَاتَ مَرْحَبُ

  النَّاسُ أَعْوَانُ مَنْ دَامَتْ لَهُ نِعَمٌ ... وَالْوَيْلُ لِلْمَرَءِ إِنْ زَلَّتْ بِهِ قَدَمُ

  لمَّا رَأَيْتُ أَخِلائِي وَخَالِصَتِي ... وَالْكُلُّ مُنْقَبضٌ عَنِّي وَمُحْتَشِمُ

  أَبْدَوْا صُدُودًا وَإِعْرَاضًا فَقُلْتُ لَهُمْ ... أَذنَبْتُ ذَنْبًا فَقَالُوا ذَنْبُكَ الْعَدَمُ

  ٣٤ - سَمِعْنَا بالصَّدِيق ولا نَراَهُ ... عَلى التَّحْقِيقِ يُوجَدُ فِي الأَنَام

  وَأَحْسَبُهُ مُحَالًا نَمَّقُوهُ ... عَلَى وَجْهِ الْمَجَازِ مِنْ الْكَلَام

  ٣٥ - وإني رأيت الناس إلا أقلهم ... خفاف العهود يكثرون التثقلا التّنقّلا

  بني أم ذي المال الكثير يرونه ... وإن كان عبداً سيد الأمر جحفلا

  وهم لمقل المال أولاد علة ... وإن كان محضاً في العموم فحولا

  وليس أخوك الدائم العهد بالذي ... يذمك إن ولى ويرضيك مقبلا

  ولكن أخوك النائي ما كنت آمناً ... وصاحبك الأدنى إذا الأمر أعضلا

  ٣٦ - دَعْوَى الإِخَاءِ مَعَ الرَّخَاءِ كَثِيرَةٌ ... بل في الشَّدَائدِ تُعْرَفُ الإِخْوَانُ

  ٣٧ - وَكَمْ مِنْ أَخٍ لَمْ تَحْتمِلْ مِنْهُ خَلَّةً ... قَطَعْتَ وَلَمْ يُمَكنْكَ مِنُه بَدِيلُ