٦٥ لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي يَلْقَاكَ مُتْبَسِمًا ... وَلا الَّذِي بِالتَّهَانِي وَالسُّرُورِ يُرَى

  إِنَّ الصَّدِيقُ الَّذِي يُولِي نَصِيحَتُهُ ... وَإِنْ عَرَتْ شِدَّةُ أَغْنَى بِمَا قَدِرَا

  ٦٦ - عَاشِرْ مِنَ النَّاسِ مَنْ تَبْقَى مَزَدَّتُهُ ... فَأَكْثَرُ النَّاسِ جَمْعٌ غَيْرِ مُؤْتَلِف

  مِنْهُمْ صَدِيقٌ بِلا قَافٍ وَمَعْرِفة ... بِغَيْرِ فَاءٍ وَإِخْوَانٌ بِلا أَلِف

  ٦٧ - إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يُنْصِفْ أَخَاهُ وَلَمْ يَكُنْ ... لَهُ غَائِبًا يَوْمًا كَمَا هُوَ شَاهَدُ

  فَلا خَيْرَ فِيهِ فَالْتَمِسْ غَيْرَهُ أَخًا ... كَرِيمًا عَلَى صِدْقِ الإِخَاءِ يُسَاعِدُ

  ٦٨ - وَقُلْتُ أَخِي قَالُوا أَخَ مِنْ قَرَابَةً ... فَقُلْتُ لَهُمْ إِنَّ الشُّكُولَ أَقَارِبُ

  نَسِيبِي فِي رَأْي وَعَزْمِي وَهِمَّتِي ... وَإِنْ فَرَّقْتَنَا فِي الأصول الْمَنَاسِبُ

  ٦٩ - الْمَرْءُ يَجْمَعُ وَالزَّمَانُ يُفَرِّقُ ... وَيَظَلُّ يَرْقَعُ وَالْخُطُوبُ تُمَزِّقُ

  وَلَأَنْ يُعَادِيَ عَاقِلًا خَيْرٌ لَهُ ... مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ صَدِيقٌ أَحْمَقُ

  فَارْغَبْ بِنَفْسِك لَا تُصَادِقْ أَحْمَقَا ... إنَّ الصَّدِيقَ عَلَى الصَّدُوقِ مُصَدِّقُ

  وَزِنْ الْكَلَامَ إذَا نَطَقْت فَإِنَّمَا ... يُبْدِي عُقُولَ ذَوِي الْعُقُولِ الْمَنْطِقُ

  ٧٠ - لا تَشْكُرَنَّ فَتىً حَتَّى تُعَامِلَهُ ... وَتَسْتَبِينَ مِن الْحَالَينِ إِنْصَافَا

  فَقَدْ تَرَى رَجُلاً بَادِي الصَّلاحِ فَإِنْ ... عَامَلْتَهُ فِي حَقِيرٍ غَشَّ أَوْ حَافَا

  ٧١ - لا تَمْدَحَنَّ امْرأً حَتَّى تُجَرِّبَهُ ... وَلا تَذُمَنَّهُ مِنْ غَيْرِ تَجْرِيب

  فَإِنَّ حَمْدَكَ مَنْ لَمْ تَبْلُهُ سَرَفٌ ... وَإِنَّ ذَمَّكَ بَعْدَ الْحَمْدِ تَكْذِيبُ

  ٧٢ - ذممتك أولا حتّى إذا ما ... بلوت سواك عاد اللوم حمداً

  ولم أحمدك من خيرٍ ولكن ... رأيت سواك شرّاً منك جداً

  فعدت إليك محتملا خليلا ... لأني لم أجد من ذاك بدّا

  كمجهودٍ تحامى أكل ميتٍ ... فلما اضطرّ عاد إليه شدّا

  ٧٣ - إذا تصفحت أمور النّاس لم ... تلف امرءا حاز الكمال فاكتفى

  من لك بالمهذب النّدب الذي ... لا يجد العيب إليه مختطا

  كم من أخ مسخوطةٍ أخلاقه ... أصفيته الودّ لخلق مرتضى

  ٧٤ - إذا شئت تعرف أصل الفتى ... أجل لحظ طرفك في منظره