العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

ثانيا: أحاديث في الدنيا

صفحة 345 - الجزء 1

  وَالعَارِيَّةُ مَرْدُودَةٌ، أَلاَ وَإِنَّ الدُّنْيَا عَرَضٌ حَاضِرٌ، يِأْكُلُ مِنْهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، وَالآخِرَةَ وَعْدٌ صَادِقٌ، وَيَحْكُمُ فِيهَا مَلِكٌ قَادِرٌ، فَرَحِمَ اللَّهُ امْرَءاً نَظَرَ لِنَفْسِهِ وَمَهّدَ لِرَمْسِهِ، مَا دَامَ رَسْنُهُ مُرْخَى، وَحَبْلُهُ عَلَى غَارِبِهِ مُلْقَى، قَبْلَ أَنْ يَنْفَذَ أَجَلُهُ، فَيَنْقَطِعَ عَمَلُهُ».

  ٤٣ - وفي أمالي أبي طالب #: عن علي #، أن النبي ÷، قال: «من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الخيرات، ومن أشفق من النار لهى عن الشهوات، ومن ترقب الموت هانت عليه اللذات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات».

  ٤٤ - وفي الاعتبار وسلوة العارفين: عن أنس بن مالك، أن النبي ÷ قال: «كان تحت الجدار الذي ذكر اللّه في القرآن لوح من ذهب فيه: عجباً لمن يؤمن بالموت كيف يفرح، وعجباً لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن، وعجباً لمن يوقن بالنار كيف يضحك، وعجباً لمن يرى زوال الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها، لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه».

  ٤٥ - وفي المختار نقلا عن أمالي أبي طالب #: عن موسى، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي أمير المؤمنين $، قال: استقبل رسول الله ÷ قومٌ، فقال: «من القوم؟»، قالوا: مؤمنون يا رسول الله، قال: «وما بلغ من إيمانكم؟»، قالوا: الصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، والرضا بالقضاء، فقال رسول الله ÷: «حلماء حكماء علماء، كادوا من الفقه أن يكونوا أنبياء إن كنتم كما تصفون، فلا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تجمعوا ما لا تأكلون، واتقوا الله الذي إليه ترجعون».

  ٤٦ - وفي كتاب الأربعون حديثا السيلقية: عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا هُوَ خَيْرٌ يُرْتَجَى أَوْ شَرٌ يُتَّقَى، وَبَاطِلٌ عُرِفَ فَاجْتُنِبَ، وَحَقٌ تُيُقِّنَ فُطُلِبَ، وَآخِرَةٌ أَظَلَّ إِقْبَالُهَا فَسُعِيَ لَهَا، وَدُنْيَا أَزِفَ نَفَادُهَا فَأُعْرِضَ عَنْهَا، وَكَيْفَ يَعْمَلُ لِلآخِرَةِ مَنْ لاَ تَنْقَطِعُ عَنِ الدُّنْيَا رَغْبَتُهُ، وَلاَ تَنْقَضِي فِيهَا شَهْوَتُهُ، إِنَّ الْعَجَبَ كُلَّ الْعَجَبِ لِمَنْ صَدَّقَ بِدَارِ الْبَقَاءِ وَهُوَ يَسْعَى لِدَارِ الْفَنَاءِ، وَعَرَفَ أَنَّ رِضَا اللَّهِ تَعَالَى فِي طَاعَتِهِ وَهُوَ يَسْعَى فِي مُخَالَفَتِهِ».

  ٤٧ - وفي كتاب الأربعون حديثا السيلقية: عَنْ أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «إِيَّاكُمْ وَفُضُولَ الْمَطْعَمِ، فَإِنَّهُ لَيَسِمُ الْقَلَبَ بِالْقَسْوَةِ، وَيُبْطِئُ بِالْجَوَارِحِ عَنِ