العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في الدنيا

صفحة 376 - الجزء 1

  فإنَّ الرزقَ مقسومٌ ... وَسُوءُ الظَّنِّ لا يَنْفَعْ

  فَقِيْرٌ كُلُّ مَنْ يَطْمَعْ ... غَنِيٌّ كُلُّ مَنْ يَقْنَعْ

  ٢٢ - أُفٍّ عَلَى الدُّنيا وأَسْبَابِها ... فإنها للحزنِ مخلوقة

  همومها ما تنقضي ساعة ... عَنْ مَلِكِ فيها وعن سُوقَهْ

  ٢٣ - إنّما الدُّنيا كَظِلٍّ زائلٍ ... أو كضيف بات ليلاً فارتحل

  أو كطيف يراه نائمٌ ... أو كبرق لاح في أفق الأمل

  ٢٤ - هَبِ الدّنْيا تُساقُ إلَيْكَ عَفْواً، ... أليس مصير ذاك إلى الزوال

  فَما تَرْجو بشيءٍ ليسَ يَبقَى، ... وشيكاً ما تغيّره الليالي

  ٢٥ - وَكُنْ مُوسِرا شَئْتَ أو مُعْسِرا ... لا بدَّ في الدني من الغم

  دنياك بالأحزان مقرونة ... لا تقطع الدنيا بلا هم

  ٢٦ - عُدَّ مِنْ نَفْسِكَ الحياة فَصُنْها ... وَتَوَقَّ الدُّنْيا وَلاَ تَأْمَنَنْها

  إنما جئتها لتستقبل الموت ... وأدخلتها لتخرُج عنها

  سَوْفَ يَبْقَى الحَدِيثُ بَعْدَك فَانْظُرْ ... أَيَّ أُحْدوثَةٍ تُحِبَ فَكُنْها

  ٢٧ - النفس تبكي على الدنيا وقد علمت ... أَنَّ السَّلاَمَةَ فِيْها تَرْكُ ما فِيها

  لا دار للمرء بعد الموت يسكنها ... إِلاّ الَّتي كانَ قَبْلَ المَوْت بانِيها

  فَإِنْ بَنَاها بِخَيْرٍ طابَ مَسْكِنُها ... وَإِنْ بَنَاها بِشَرٍّ خابَ بانِيها

  ٢٨ - يا من يعانق دنيا لا بقاء لها ... يمسي ويصبح في دنياه سفارا

  هلا تركت لذي الدنيا معانقة ... حتى تعانق في الفردوس أبكارا

  إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها ... فينبغي لك ألا تأمن النارا

  ٢٩ - ومن يذق الدنيا فإني طعمتها ... وسيق إلينا عذبها وعذابها

  فلم أرها إلا غرورا وباطلا ... كما لاح في ظهر الفلاة سرابها

  وما هي إلا جيفة مستحيلة ... عليها كلاب همهن اجتذابها

  فإن تجنبتها كنت سلما لأهلها ... وإن تجتذبك نازعتك كلابها

  فطوبى لنفس أولعت قعر دارها ... مغلقة الأبواب مرخى حجابها