رابعا: أشعار في الدنيا
  ٣٠ - أف من الدنيا وأيامها ... فإنها للحزن مخلوقه
  غمومها لا تنقضي ساعة ... عن ملك فيها ولا سوقه
  يا عجبي منها ومن شأنها ... عدوة للناس معشوقه
  ٣١ - اقتنع بالقوت واجعل ... كل أيامك طاعه
  ما أرى الدنيا تساوي ... عند حر غم ساعه
  ٣٢ - ألا إنّمَا الدّنْيَا مَطِيّةُ رَاكِبٍ ... عَلا رَاكِبُوها ظَهْرَ أعوَجَ أحدَبَا
  شموسٌ متى أعطتكَ طوعاً زمامها ... فكُنْ للأذى مِنْ عَقّهَا مُتَرَقِّبَا
  ٣٣ - يغترُّ بالدنيا الجهو ... لُ، وَلَيسَ في الدّنيا مُمَلاّ!
  ٣٤ - غَرسَ الزهدُ بقلبي شجره ... بعد أن نقّى بجهدٍ حَجَرَه
  وسَقاها إثرَ ما أَودَعها ... كَبِدَ الأرضِ بدمعٍ فَجَّرّه
  ومتى أبصرَ طيراً مُفسداً ... حائماً حول حِماها زَجَرَه
  نمتُ في ظلٍ ظليلٍ تحتَها ... رَوّح القلبُ و نَحى ضَجَره
  ٣٥ - أرى أشقياء الناس لا يسأمونها ... على أنهم فيها عراة جوع
  أراها وإن كانت تسر فإنها ... سحابة صيف عن قليل تقشع
  ٣٦ - ومن يَحْمَدِ الدُّنْيَا لِعَيْشٍ يَسُرُّهُ ... فَسَوْفَ لَعَمْرِي عَنْ قَلِيلٍ يَلُومُهَا
  إذا أدبرت كانت المرة حسرة ... وإن أقبلت كانت كثيراً همومها
  ٣٧ - أيا من عاش في الدنيا طويلا ... وأفنى العمر في قيل وقال
  وأتعب نفسه فيما سيفنى ... وجمع من حرام أو حلال
  هب الدنيا تقاد إليك عفوا ... أليس مصير ذلك للزوال
  ٣٨ - لقد نصحت لأقوام وقلت لهم ... إني النذير فلا يغرركم أحد
  لا شيء مما ترى تبقى بشاشته ... إلا الإله ويردى المال والولد
  لم تغن عن هرمز يوما ذخائره ... والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا
  ٣٩ - ذهب العمر وفات ... يا أسير الشهوات
  ومضى وقتك في لهو ... وسهو وسبات
  بينما أنت على غيك ... حتى قيل مات