ثالثا: أقوال في التوبة والاستغفار
  أيها المضيعون للصلوات، توبوا إلى المطلع على أعمالكم في الخلوات، أيها الخائن بالعين والفؤاد، تب إلى الملك الجواد، قبل أن يُسلط عليك ملائكة غلاظ شداد.
  أيها المؤذي للجيران، تب إلى الملك الديان، قبل سرابيل القطران.
  أيها المانعون للزكوات، توبوا إلى الله قبل نزول النقمات والسطوات. أيها المتبعون للشهوات، توبوا إلى الله من اكتساب السيئات، وتضرعوا إليه بالدعوات.
  يا صاحب الكذب والزور، تب إلى الله قبل الويل والثبور. أيها الباهت المغتاب، تب إلى الملك الوهاب، قبل أن تذوق أليم العقاب. أيها الحالف بالأيمان، تب إلى الله قبل نزول النيران.
  ٢٠ - عن الإمام القاسم الرسي #: هيئة التائب العزم على أن لا يعود إلى عصيان المعبود، ويأسف على ما اقترف، ويندم على ما أسلف، ويرجع مما عرف، يندم بالقلب، على ما قدم من الذنب، يرجع إلى اليقين، ويبكي ويستكين، يكثر الصوم، ويقل النوم. فهو مشفق من عصيانه، مطرق بين إخوانه، ظاهر خشوعه، متبادر دموعه، منقطع كلامه، قليل منامه، دائم كرمه، مستهام قلبه، يسيرٌ أكله، كثير شغله، صحيح قوله، لا ينقض عهده، ولا يخلف وعده، ولا يمنع رفده، يطلب خلاصه، ويعرف انتقاصه، إن طلبته وجدته في فكرته، وإن سألته خاطبك بعبرته، لا تسكن حرقته، ولا تزول رقته، ولا تكف دمعته. من رآه انتبه من غفلته، ومن جالسه تاب من زلته، فهو حقير في نفسه، غريب في أهل جنسه، كريم على ربه، نادم على ذنبه، ملتمس لما به، طامع في ثوابه، رافض لأسبابه، باكي على شبابه، كثير الوجع، عظيم الفزع، متين الورع، ظاهر خشوعه، غزير دموعه، صادق رجوعه، معتبرٌ متفكرٌ، شاكرٌ ذاكرٌ، خجلٌ، وجلٌ، واجدٌ، ساجد، تضيق به البلاد، ويسأم من صحبته العباد، ينتظر المعاد، ويطلب تحقيق الوداد، جهده شديد، وعمله كل يوم يزيد، وحزنه في كل نَفَس جديد، يتجرع الغصص، ولا يطلب الرخص، دائم الطلب، ملازم الكُرب، مواضب على التعب، رافض للطلب، ظاهر الحزن والنَّصَب، ضيق الأوقات، مغتنم الساعات، قليل الإلتفات، حذر من كل الجهات، ماله هدوء ولا سكون، خائف غير أمون، وجِلٌ محزون، كأنه مقيد مسجون، لونه أصفر من هيبة الرحمن، ونفسه ذائبة من خوف الهجران، نحيف