العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

ثالثا: أقوال في التوبة والاستغفار

صفحة 408 - الجزء 1

  البدن، خفيف المؤن، سقيم الأركان، سليم الجَنان، مستقيم اللسان، حريص على طلب الجِنان، لا تصده العوائق، ولا يُبالي بالخلائق، منقطع من العلائق، متمسك بالحقائق، فهو في الطلب، إلى أن يصير إلى الطرب، وينجو من التعب.

  ٢١ - قال الإمام الهادي في جوابه عن متى يعلم العبد أنَّه مجتهد في رضاء ربه؟

  فالجواب: أنَّه لا يعلم بحقيقة العلم أنَّه مجتهدٌ لله فيما يرضيه، حتى يعلم أنَّه أبداً لا يعصيه، فإذا وثق من نفسه، أنه لا يأتي لله معصية، ولا يترك له فريضة؛ فعند علمه بذلك من نفسه؛ يعلم أنَّه مجتهد في رضى ربه، فعلمه باجتهاده ورضى ربه، تابع لعلمه بالإئتمار بأمره، والإنتهاء عن نهيه، وعلى قدر ما يكون الإئتمار من العبد بأمره، والإنتهاء عن نهيه، يكون الإجتهاد منه في رضى خالقه.

  ٢٢ - قال الإمام المهدي #: التوبة هي الندم على ما فرط أو العزم على أن لا يعود.

  ٢٣ - التوبة النصوح تورث صاحبها أربعاً: القلة، والذلة، والعزلة، والغربة.

  ٢٤ - قيل لحكيم: كم أتى عليك؟ قال: عشر سنين. قيل: ولم ذاك، وأنت شيخ كبير؟ قال: لأني منذ عشر صرت في إعداد الناس، إذ صرت من التوابين من الذنوب.

  ٢٥ - الاستغفار بلا إقلاع توبة الكَذَّابين.

  ٢٦ - يحيى بن معاذ: إن لم توقن باليوم الآخر؛ فأنت منافق، وإن أبقيت على اختيار الذنوب على التوبة؛ فأنت خاسر، وما خاسر يقينه؛ كخاسر ماله، وما مضيع دينه؛ مثل مضيع ماله.

  ٢٧ - يحيى بن معاذ: التائب يرتع في مرج الحكماء، والراهب يرتع في مرج الأنبياء.

  ٢٨ - يا ابن آدم: لا تتمنى المغفرة بغير التوبة، ولا الثواب بغير العمل، ولا تغتر بالله، فإن الغرة بالله أن تتمادى في سخطه، وتترك العمل فيما يرضيه، وتتمنى عليه مع ذلك مغفرة، فتغرك الأماني حتى يحل بك أمره، أما سمعته يقول: {وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}⁣[الحديد ١٤].

  يا ابن آدم: اعلم أن مغفرة اللّه لمن أطاعه، واجتنب سخطه، وتاب عليه من الخطايا، أما سمعته يقول: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}⁣[طه ٨٢]، اهتدى والله السبيل الأوفق، وأتبع آثار المسلمين، وسلك سبيل الصالحين.

  ٢٩ - التوبة: هي الندم على ما أخل به من الواجب لوجوبه وعلى ما فعله من القبيح