العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في التوبة والاستغفار

صفحة 410 - الجزء 1

  وتذكر عفواً للكريم ورحمة ... فأحيا وأرجو عفوه فأنيب

  وأخضع في قولي وأرغب سائلاً ... عسى كاشف البلوى عليّ يتوب

  ٢ - أسلفت من عمرك ما قد مضى ... منهمكاً في غمرات الخطل

  حتى إذا القوة زالت وقد ... أقعدك العجز وحل الفشل

  تبت إلينا في صدار الحيا ... مستعجماً فيك فنون الخجل

  فأنت عندي بمحل الرضا ... وقد غفرنا لك كل الزلل

  ٣ - مضى أمسك الماضي شهيداً معدلاً ... وأصبحت في يوم عليك شهيد

  فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة ... حقيق بإحسان وأنت حميد

  ولا ترج فعل الصالحات إلى غدٍ ... لعل غداً يأتي وأنت فقيد

  ٤ - تتوب من المعاصي إن مرضت ... وترجع في الذنوب إذا بريت

  إذا ما الضُّر مَسّك ظلت تبكي ... وأخبث ما تكون إذا قويت

  ٥ - يا من أجاب مغيثاً صرخ ذي النون ... وأمره الحزم بين الكاف والنون

  تغيثني منحاً عن جفوة سبقت ... فإنني غرق في ظلمة النون

  تفك معتقلاً بالذنب مرتهناً ... حط الذنوب لنا في مركن النون

  تقيلني كرماً عن عثرة بدرت ... فإنني نادم بالنجم والنون

  ٦ - دعيني أطفّي عبرتي ما بدا ليا ... وأبكي ذنوبي اليوم إن كنت باكياً

  لعلّ البكا يشفي من الوجد بعضه ... إذا لم يكن من ذاك للكلّ شافيا

  وأشفي غليلاً في فؤادي بالبكا ... وإن قال - حُباً لي - من الناس ما ليا؟!

  وليس عجيباً إن بكيت ولو دماً ... وأذهب دمعي من بكاي المآقيا

  وقدماً بكى قبلي رجال تذكروا ... رسوماً عفت عن أهلها ومغانيا

  وقد مات همامٌ لوعظ إمامه ... وصادف قلباً للمواعظ واعيا

  فلِمْ لا إذاً أبكي على ما جنت يدي ... من الذنب لمّا أن تحققت دائيا!

  فهل من مداوٍ للذنوب من الملا؟ ... فلم ألق للذنب العظيم مداويا؟!

  وهل لقروح في فؤادي مرهم ... تداوي غليلاً كامناً في فؤاديا

  وليس لذنبي من دواءٍ سوى البكا ... وتوبة ذي صدق وعفو إلاهيا