العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في التوبة والاستغفار

صفحة 411 - الجزء 1

  هبيني نسيت الموت والبعث فينَةً ... وما كان من علم الغيوب ورائيا

  ألم أعتبر نفسي ونقصان قوّتي ... ولم أك للموت المشاهد ناسيا؟!

  وكنت امرأً ذا قوةٍ في شبيبتي ... فأصبح مخضر الشبيبة ذاويا!

  وبدلت نقصاناً بدا في جوارحي ... وجاء نذير الشيب للنفس ناعيا

  فيا عجباً من غافل غير عاقل ... يجدّد من دنياه ما صار باليا!

  ويعمر ما قد خرّب الدهر قبله ... يجدّد تسويفاً له وأمانيا

  ٧ - عَسَى غَافِرُ الزَّلاتِ يَغْفِرُ زَلَّتِي ... فَقَدْ يَغْفِرُ المَوْلَى إِذَا أَذْنَبَ العَبْدُ

  أَنَا عَبْدُ سُوْءٍ خُنْتُ مَوْلاي عَهْدَهُ ... كَذَلِكَ عَبْدُ السُّوءِ لَيْسَ لَهُ عَهْدُ

  فَكَيْفَ إِذَا أُحْرِقْتْ بِالنَّارِ جُثَّتِي ... وَنَارُكَ لا يَقْوَى لَهَا الحَجَرُ الصَّلْدُ

  أَنَا الفَرْدُ عِنْدَ المَوْتِ وَالفَرْدُ في البِلَى ... وَأُبَعَثُ فَرْدًا فَارْحَمْ الفَرْدَ يَا فَرْدُ

  ٨ - ذُنُوبِي إنْ فَكَّرتُ فيها كَثِيرةٌ ... ورَحْمةُ رَبِي مِن ذُنُوبِيَ أوسَعُ

  وَمَا طَمَعِي في صَالحٍ إنْ عَمِلْتُه ... وَلَكِنَّني في رَحْمَةِ الله أطْمَعُ

  فإنْ يَكُ غُفْرانٌ فَذَاكَ بِرَحْمَةٍ ... وَإن تَكُنِ الأُخْرَى فَمَا كُنْتَ تَصْنَعُ

  مَلِيكِي ومَعْبُودِي وَرَبّي وحَافِظِي ... وَإنَّي لَهُ عَبْدٌ أُقِرُّ وأخْضَعُ

  ٩ - قِفَا نَبْكي مِن عظمِ الذُنُوبِ وَفتكِها ... وَتَضْيِيْعِنا الأَوقات في غَيْر وَاجِب

  ونَسْتَدْركُ الماضِي بِتَوبَةِ صَادِقٍ ... وَنَسْتَقْبِل الآتِي بِجِدِّ المُوَاضِب

  وَنَعْمَلُ أَعْمَالاً حِسَانًا لَعَلّهَا ... تُكَفِّرُ عَنَّا مُفْضِعَات المَعَائِب

  ١٠ - أَفْنَيْتَ عًمْرَكَ والذُنُوبُ تَزِيدُ ... والكَاتِبُ المُحْصِي عَلَيْكَ شَهِيدٌ

  كم قُلْتَ لَسْتُ بِعَائِدٍ في سَوْءَةً ... وَنَذَرْتَ فيها ثُمَّ تَعُودُ

  حَتَّى مَتَى لا تَرْعَوِي عَنْ لَذَّةٍ ... وحِسَابُهَا يومَ الحِسَابِ شَدِيدُ

  وَكَأَنَّنِي بِكَ قَدْ أَتَتْكَ مَنِيِّةٌ ... لا شَكَ أَنَّ سَبِيلِهَا مَوْرُودُ

  ١١ - أَخِي قَدْ طَالَ لبثُكَ فِي الفَسَاد ... وَبِئْسَ الزَّادُ زَادُكَ لَلْمَعَاد

  صَبَا مِنْكَ الفُؤَادُ فَلَمْ تَزَعْهُ ... وَجِدْتَ إَلَى مُتَابَعَةِ الفُؤَاد

  وقادَتْكَ المَعَاصَي حَيْثُ شَاءَتْ ... وَأَلْفَتْكَ امْرَءًا سَلِسَ القِياد