العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في التوبة والاستغفار

صفحة 412 - الجزء 1

  لَقَدْ نُودِيتَ لِلتِّرْحَالَ فاسْمَعْ ... ولا تَتَصامَمَنَّ عن المُنَادِي

  كَفَاكَ مَشِيبُ رأسِكَ مِنْ نَذِيرٍ ... وَغالَبَ لَونُهُ لَوْنَ السَّوَاد

  ١٢ - أَقُولٌ وطَرْفي غَارقٌ بِدُمُوعِهِ ... لِمَا قَدْ جَرَى لِي في الذُنُوب تَمادِي

  فَهَلْ مِن تَلافي سَاعَةٍ أَشْتَفِي بهَا ... أُجَدِّدُ فيهَا تَوْبَةَ بِسَدَاد

  وأَسْأَلُ مَوْلاي القَبُول لِدْعوتِيْ ... فَغَايَةُ سُؤْلي هَذِهِ وَمُرَادِي

  ١٣ - يا أَيُهَا الزاهِدُ بالزُّهْدِ ... عَرِّجْ مِن الهَزْلِ إلى الجِدّ

  فَبَعْدَ نُورِ الشَيْبِ لا يُرْتَجى ... لِلْمَرءِ إِلا ظُلْمَةُ اللّحْد

  فاحْتَلْ مِن التَّوبةِ في أجْرِه ... إن شِئْتَ سُكْنى جَنّةِ الخُلْد

  ١٤ - خُذْ مِن شَبَابِكَ قَبْلَ الْمَوْتِ والْهَرَمِ ... وَبَادِرِ التَّوبَ قَبْلَ الْفَوتِ وَالنَّدَم

  واعْلَمْ بأنَّكَ مَجْزِيٌ وُمرْتَهَنٌ ... وَرَاقِب الله واحْذَرْ زلَّةِ الْقَدَم

  فَلَيْسَ بَعْدَ حُلُولِ الموتِ مَعْتَبَةٌ ... إِلا الرَّجاَءُ وعَفْو الله ذِي الكَرَم

  ١٥ - دَع المَعَاصِي عَنْكَ في مَعْزلٍ ... وتُبْ إلى مَن هو نِعْمَ الغِيَاثْ

  فليْسَ يُحْظَ بِجَدِيد الرّضَا ... عَبْدٌ عَلَيه حَسَنَاتٌ رِثَاثْ

  ١٦ - يا عَبْدُ كَمْ لَكَ مِن ذَنْبٍ وَمَعْصِيةٍ ... إنْ كُنْتَ نَاسِيهَا فالله أحْصَاها

  يا عَبْدُ لا بُدَّ مِنِ يومٍ تَقَوم لَهُ ... وَوَقْفَةٍ لَكَ يُدْمِي الكَفَّ ذِكْرَاها

  إذَا عَرَضْتُ على نَفسي تَذكُرَهَا ... وَسَاءَ ظنَّي قُلْتُ أَسْتَغْفِرُ اللهَ

  ١٧ - خلى الذنوب صغيرها ... وكبيرها فهو التقى

  واصنع كماش فوق ... أرض الشوك يحذر ما يرى

  ولا تحقرن صغيرة ... إن الجبال من الحصى

  ١٨ - رأيت الذنوب تميت القلوب ... ويتبعها الذلّ إدمانها

  وترك الذنوب حياة القلوب ... وخير لنفسك عصيانها

  ١٩ - تفنى اللذاذة ممن نال لذتها ... من الحرام ويبقى الإثم والعار

  تبقى عواقب سوء من مغبّتها ... لا خير في لذة من بعدها النار

  ٢٠ - قد سودت وجهي المعاصي ... وأثقلت ظهري الذنوب

  وأورثني ذكرها سقاماً ... وليس لي في الورى طبيبُ