رابعا: أشعار في التوبة والاستغفار
  يا شؤم نفسي غداة عرضي ... إذا أحاطت بي الكروب
  والداعي لما دعاني باسمي ... أنت تقرأ وما يجيب
  هذا كتاب الذنوب فاقرأ ... فعندها تظهر العيوب
  ٢١ - أتفرح بالذنوب وبالمعاصي ... وتنسى يوم يؤخذ بالنواصي
  وتأتي الذنب عمداً لا تبالي ... ورب العالمين عليك حاصي
  ٢٢ - يا نَاظِرًا يَرْنوا بِعَيْنِيَ راقِدِ ... ومُشَاهِدِ لِلأَمْرِ غَيْرَ مُشَاهِد
  تَصِلُ الذُّنُوبَ إِلى الذُّنُوبِ وتَرتَجي ... فَوْزَ الجِنَانِ ونَيْل أَجْرِ العَابِد
  ونَسِيتَ أنَّ اللهَ أَخْرجَ آدَمًا ... مِنْهَا إِلىَ الدُنْيَا بِذَنْبٍ واحِد
  ٢٣ - عَلامَةُ مَنْ يَخْشَى الإِلهِ فؤادُهُ ... إذا صَدَرَتْ مِنْه المعاصِي تألْمَا
  وأتَبْعَهَا حَالاً بِتَوبَةِ صَادِقٍ ... عن الذَّنْبِ في عَزْمٍ لهُ مُتَنَدِّمَا
  ٢٤ - لَيْسَ الظَرِيفُ بِكَامِلٍ في ظَرْفِهِ ... حَتَّى يَكُونَ عَن الحَرَام عَفِيفًا
  فإذا تَوَرَّعَ عَنْ مَحَارِمِ رَبِهِ ... فَهُنَاكَ يُدْعَى في الأنامِ ظَرِيفًا
  ٢٥ - تُفَكّرُ في نُقْصَان مَالِك دَائِمًا ... وتَغْفل عن نُقْصَانِ دِينَكَ والعُمْر
  وَيَثْنِيكَ خَوْفُ الفَقْرِ عن كُلِّ طاعةٍ ... وخِيفَةُ حَالٍ الفَقْرِ شَرٌ مِن الفَقْر
  ٢٦ - ألا طُوبَى لِمَنْ أَمْسَى وأضْحَى ... خَفِيفَ الظَّهْرِ مِنْ ثِقْلِ الذُنُوب
  يَغِيْبُ عَنِ الأباعِدِ والأدَانِيْ ... لِخَلْوتِهِ بِعَلام الغُيُوب
  ٢٧ - لا تَقْنَطَنْ مِن عِظَمِ الذُنُوب ... فَرَبُّ العباد رحِيمٌ رؤوف
  ولا تَمْضِيَنَّ عَلَى غَيْرِ زَادْ ... فإنَّ الطَّرِيقُ مَخَوْفٌ مَخُوفْ
  ٢٨ - تَبِيتُ عَلَى المَعَاصِي والمَسَاوِي ... فَأَنْتَ بِغَفْلةٍ والله بِتَّا
  يُديمُ عليكَ إِحْسَانًا وفَضْلاً ... وَأْنَت تُدِيمُ لُؤْمًا أًيْنَ كُنْتَا
  وبالعِصْيَانِ تَخطُرُ باخْتيالٍ ... سَكِرْتَ مِنَ الغُرورِ وما صَحَوْتَا
  أَفِقْ مِنْ غَفْلَةٍ وَأِنْب لِرَبٍّ ... تَنَلْ منهُ السَّماحَ إذَا أَنَبْتَا
  وتَظْفَرُ بِالقَبُولِ وبالأمَاني ... وفي الدَّارَيْن بالإِسْعَادِ فُزْتَا
  ٢٩ - أَلا أَيُّها المُسْتَطْرِفُ الذَّنْبَ جَاهِدًا ... هُوَ اللهُ لاَ تَخْفَى عَلَيْهِ السَّرَائِرُ