العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في التوبة والاستغفار

صفحة 414 - الجزء 1

  فإنْ كُنْتَ لَمْ تَعْرِفْهُ حِينَ عَصَيْتَهُ ... فإنَّ الذِي لاَ يَعْرِفُ اللهُ كَافِرُ

  وإِنْ كُنْتَ عن عِلْمٍ وَمَعُرفَةٍ بِهِ ... عَصَيْتَ فَأَنْتَ المُسْتَهِينُ المُجَاهِرُ

  فَأَيَّةُ حَالَيْكَ اعْتَقَدْتُ فإنَّهُ ... عَليمٌ بِمَا تُطْوَى عَلَيْهِ الضَّمائِرُ

  ٣٠ - أَحذِرْكَ أَحذِرْكَ لا أَحذِرْكَ واحدةً ... عَنِ المَعَاصِي وخُصَّ الشِرْكَ بالله

  فإنَّهُ أَعْظَمُ الآثامِ أَجْمَعِهَا ... وَصَاحِبُ الشِّرْكِ أَعْدَى الناسِ لِله

  ٣١ - يَا ذا الذي حَمَّلَهُ جَهْلُهُ ... مِن الْمَعَاصِي فَوْقَ ما يَقْوَى

  البَسْ مِنْ التَّوْبَةِ دِيباجةً ... مُعْلَمَةً بالنُسْكِ والتَقْوَى

  واعْلَمْ بأنْ لَسْتَ تُرَى نَاجِيًا ... إِنْ لَمْ تُطِعْ مَنْ يَعْلم السِّرَ والنَّجْوى

  ٣٢ - أَأَحُورُ عَنْ قَصْدِي وَقَد بَرَحَ الخَفا ... وَوَقَفْتُ مِنْ عُمْرِي القَصِيرِ عَلى شَفا

  وَأَرَى شُؤونَ العَينِ تُمسِكُ ماءَهَا ... وَلَقَبلَ ما حَكَتِ السَحابَ الوُكَّفا

  وَأَخالُ ذاكَ لِعِبرَةٍ عَرَضَت لَها ... مِن قَسوَةٍ في القَلبِ أَشبَهتِ الصَفا

  وَلَقَلَّ لي طولُ البُكاءِ لِهَفوَتي ... فَلَرُبَّما شَفَعَ البُكاءُ لِمَن هَفا

  إِنَّ المَعاصِيَ لا تُقيمُ بِمَنزِلٍ ... إِلا لِتَجعَلَ مِنهُ قاعاً صَفصَفا

  وَلَو أَنَّني داوَيتُ مَعطَبَ دائِها ... بِمَراهِمِ التَقوى لَوافَقتِ الشِفا

  وَلَعِفتُ مَورِدَها المَشوبَ بِرَنقِها ... وَغَسَلتُ رَينَ القَلبِ في عَينِ الصَفا

  وَهَزَمتُ جَحفَلَ غَيِّها بِإِنابَةٍ ... وَسَلَلتُ مِن نَدَمٍ عَلَيها مُرهَفا

  وَهَجَرتُ دُنيا لَم تَزَل غَرّارَةً ... بِمُؤَمِّليها المُمحِضينَ لَها الوَفا

  سَحَقَتهُمُ وَدِيارَهُم سَحقَ الرَحا ... فَعَلَيهُمُ وَعَلى دِيارِهُم العَفا

  وَلَقَد يُخافُ عَلَيهِمُ مِن رَبِّهِم ... يَومَ الجَزاءِ النارَ إِلا إِن عَفا

  إِنَّ الجَوادَ إِذا تَطَلَّبَ غايَةً ... بَلَغَ المَدى مِنها وَبَذَّ المُقرِفا

  شَتّانَ بَينَ مُشَمِّرٍ لِمَعادِهِ ... أَبَداً وَآخَرَ لا يَزالُ مُسَوِّفا

  إِنّي دَعَوتُكَ مُلحِفاً لِتُجيرَني ... مِمّا أَخافُ فَلا تَرُدَّ المُلحِفا

  ٣٣ - قَرُبَ الرَّحِيلُ إِلى دِيَار الآخرة ... فَاجْعَلْ بِفَضْلِكِ خَيْرُ عَمْرِي آخِرَهْ

  وَارْحَمْ مَقِيلِي في القُبُور وَوِحْدَتِي ... وَارْحَمْ عِظَامِي حِينَ تَبْقَى نَاخِرَةْ

  فَأَنَا الْمُسَيَكينُ الذي أَيَامُهُ ... وَلَّتْ بِأَوْزَارٍ غَدَتْ مُتَوَاتِرْةْ