ثانيا: أحاديث في الموت
  ٩ - وفي الأمالي الخميسية: عن عائشة عن النبي ÷: إنه كان قاعداً وحوله نفر من المهاجرين والأنصار وهم كثير، فقال النبي ÷: «إنما مثل أحدكم ومثل ماله وأهله، ومثل عمله، كرجل له ثلاثة إخوة، فقال لأخيه الذي هو ماله حين حضرته الوفاة ونزل به الموت: ماذا عندك فقد نزل بي ما ترى؟ فقال له أخوه الذي هو ماله: مالك عندي غنى ومالك عندي إلا ما دمت حياً، فخذ مني الآن ما أردت، فإني إذا فارقتك سيذهب بي إلى مذهب غير مذهبك وسيأخذني غيرك، فالتفت النبي ÷ فقال: هذا أخوه الذي هو ماله، فأي أخ ترونه؟ قالوا: لا نسمع طائلاً يا رسول الله، ثم قال لأخيه الذي هو أهله: قد نزل بي الموت وحضر ما ترى فماذا عندك من الغنى؟ قال: غناي عنك أن أمرضك وأقوم عليك وأعينك، وإذا مت غسلتك وحنطتك وكفنتك، ثم حملتك في الحاملين، وشيعتك أحملك مرة وأميط أخرى ثم أرجع عنك، وأثني خير عند من سألني، فقال النبي ÷: هذا أخوه الذي هو أهله، أي أخ ترون؟ قالوا: لا نسمع طائلاً يا رسول الله، ثم قال لأخيه الذي هو عمله: ماذا عندك؟ وماذا لديك؟ فقال: أشيعك إلى قبرك، فأونس وحشتك وأذهب معك وأجادل عنك في كفنك فأشول بخطاياك، فقال رسول الله ÷: أي أخ ترون هذا الذي هو عمله؟ قالوا: خير أخ يا رسول الله، قال: والأمر هذا».
  ١٠ - وفي الأمالي الخميسية: عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله ÷: «إن المؤمن إذا مات تجملت المقابر لموته فليس فيها بقعة إلا وهي تمنى أن يدفن فيها، وإن الكافر إذا مات أظلمت المقابر لموته فليس فيها بقعة إلا وهي تستجير بالله أن يدفن فيها».
  ١١ - وفي الاعتبار وسلوة العارفين: [عن] أنس بن مالك: أن النبي ÷ قال: «يتبع الميت إلى قبره ثلاثة: يتبعه عمله، وأهله، وماله. فيرجع أهله وماله ويبقى عمله».
  ١٢ - وفي الأمالي الخميسية: عن عبد الله بن المسور، عن أبيه قال: قال النبي ÷: «إذا دخل النور القلب انفسح له وانشرح، قيل: يا رسول الله، هل لذاك من علامة يعرف به؟ قال: نعم، الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزول الموت، وتعرضوا للعرض الأكبر {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ}».