ثانيا: أحاديث في الموت
  ١٣ - وفي الأمالي الخميسية: عن أبي ذر قال: دخلت المسجد فإذا رسول الله ÷، فقال: «يا أبا ذر، ألا أوصيك بوصية إن أنت حفظتها ينفعك الله تعالى بها؟ فقلت: بلى بأبي أنت وأمي، فقال: جاور القبور تذكرك بها لوعيد الآخرة تزرها بالنهار ولا تزرها بالليل، واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو عظة، وشيع الجنائز فإن ذلك يحرق قلبك ويحزنك، واعلم أن أهل الحزن في أمر الله جل ذكره في علو من الله، وجالس أهل البلاء والمساكين وكل معهم ومع خادمك لعل الله تبارك وتعالى يرفعك يوم القيامة، والبس الخشن والشقيق من الثياب تذللاً لله تعالى وتواضعاً لعل الفخر والعز لا يجدان في قلبك مساغاً، وتزين أحياناً في عبادة الله بزينة حسنة تعطفاً وتكرماً وتجملاً، فإن ذلك لا يضرك إن شاء الله تعالى، وعسى أن يحدث الله شكراً».
  ١٤ - وفي الأمالي الخميسية: عن مصعب بن سعد، عن أبيه قال: كان رسول الله ÷ يعلم هذه الكلمات كما يُعَلِم المكتب الكتابة: «اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر».
  ١٥ - وفي الثمار المجتناة: روي عن النبي ÷ أنه قال: «إن الذنوب أكثر من أن تحصى ولكن أمسوا تائبين وأصبحوا تائبين، فإن المرء لا يدري متى يهجم عليه الموت ونعوذ بالله من ميتة على غير عدة.
  ١٦ - وفي الأمالي الخميسية: عن عبد الله عن النبي ÷ قال: «إن الموتى يعذبون في قبورهم حتى أن البهائم تسمع أصواتهم».
  ١٧ - وفي الأمالي الخميسية: عن عائشة قالت: قال رسول الله ÷: «عذاب القبر حق، قالت: قلت: فهل يسمعه أحد؟ قال: لا يسمعه الجن والإنس، ويسمعه غيرهم، أو قال: يسمعه الهوام».
  ١٨ - وفي مفتاح السعادة: عن البراء بن عازب، قال: خرجنا مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله ÷ وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الأرض، فرفع رأسه فقال: «استعيذوا بالله من عذاب القبر» مرتين أو ثلاثاً، ثم قال: «إن العبد