العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

ثانيا: أحاديث في الموت

صفحة 428 - الجزء 1

  ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقولون: فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى بها إلى السماء الدنيا، فيستفتح فلا يفتح له، ثم قرأ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: {لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ}⁣[الأعراف ٤٠]، فيقول الله ø: اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى، فتطرح روحه طرحاً، ثم قرأ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}⁣[الحج ٣١]، فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه، فينادي منادي من السماء: أن كذب عبدي فأفرشوه من الناروافتحوا له باباً إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح فيقول: أبشر بالذي يسوؤك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر، فيقول: أنا عملك الخبيث، فيقول: رب لا تقم الساعة».

  ١٩ - وفي الأمالي الخميسية: [وفي حديث عثمان] أن الرسول ÷ قال: «إن القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه».

  ٢٠ - وفي الاعتبار وسلوة العارفين: عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللّه ÷: «إنَّما يكفي أحدكم ما قنعت به نفسه، وإنما تصير إلى أربعة أذرع وشبرا، وإنّما يرجع الأمر إلى الآخرة».

  ٢١ - وفي الإرشاد الى نجاة العباد: عن أبي جعفر، عن جابر، قال: سمعت رسول اللّه ÷ يقول: «إذا كان حين يحمل عدو اللّه إلى قبره ينادي حملته: ألا تسمعون يا أخوتاه ما وقع فيه أخوكم الشقي، إنّ عدو اللّه خدعني فأوردني، ولم يصدرني ويقسم لي أنّه ناصح فغشّني، وأشكو إليكم دنيا غرّتني حتى إذا اطمأننت إليها صرعتني، وأشكوا إليكم أخلاء الهوى سروني ثمّ تبرأوا مني وخذلوني، وأشكوا إليكم أولاداً حاميت عليهم وآثرتهم على نفسي، فأسلموني، وأشكو إليكم ما لا منعت