منه حقَّ اللّه فكان وَبَالُهُ عليَّ ونفعه لغيري، وأشكو إليكم طول الثوى في قبر ينادي أنا بيت الدود، وبيت الظلمة، والبعد، والوحشة، والضيق، والغربة، والعذاب، يا أخوتاه، فأجيبوني ما استطعتم، واحذورا مثل ما لقيت فإنِّي قد بشرت بالنّار وغضب الجبَّار، فيا حسرتاه على ما فرطت في جنب اللّه، ويا طول ثبوراه، مالي من شفيع مطاع، ولا صديق حميم، فلو أنّ لي كرة فأكون من المؤمنين، قال: كان يبكي أبو جعفر محمد بن علي إذا ذكر هذا».

  ٢٢ - وفي الاعتبار وسلوة العارفين: قال النَّبيّ ÷: «ما من يوم إلا وينادي منادٍ: يا أهل القبور، من تغبطون اليوم؟ قالوا: نغبط أهل المساجد لأنّهم يصومون ولا نصوم، ويصلُّون ولا نصلِّي، ويذكرون اللّه ولا نذكر».

  ٢٣ - وفي الأمالي الخميسية: عن البراء قال: قال رسول الله ÷: «إذا وضع الرجل في القبر كلمه القبر فقال: أما علمت أني بيت الوحشة؟ أما علمت أني بيت الظلمة؟ أما علمت أني بيت الدود؟ فما أعددت لي؟».

  ٢٤ - وفي الاعتبار وسلوة العارفين: عن أنس، قال: جاء رجل إلى النَّبيّ ÷ فشكى إليه قسوة قلبه فقال: «اطّلع في القبور، واعتبر بالنشور».

  ٢٥ - وفي الأمالي الخميسية: عن أنس أن رسول الله ÷ دخل حائطاً من حوائط بني النجار، فسمع صوتاً من قبر، فقال: متى دفن صاحب هذا القبر؟ فقالوا: في الجاهلية، فسر بذلك وقال: «لولا ألا تدافنوا لسألت الله أن يسمعكم عذاب القبر».

  ٢٦ - وفي المختار نقلا عن أمالي المرشد بالله #: عن حصين، عن محمد بن عبدالله بن الحسن، عن أبيه، عن آبائه $: أن النبي ÷ قال: «لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمعني

  ٢٧ - وفيه من حديث عثمان قال: قال رسول الله ÷: «والله ما رأيت منظراً قط إلا والقبر أفضع منه».

  ٢٨ - وفي الأمالي الخميسية: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ÷: «يقول الله تبارك وتعالى لملك الموت #: انطلق إلى وليي فائتني به، فإني قد بلوته بالضراء والسراء فوجدته حيث أحب، قال: فيأتيه ملك الموت # ومعه خمسمائة