رابعا: أشعار في الموت
  يَا صَاحبَ الرُّوحِ ذِي الأَنْفَاسِ في البدن ... بَيْنَ النَّهَارِ وَبَيْنَ اللَّيْلِ مُرْتَهَن
  لَقَلَّمَا يَتَخَطَّاكَ اخْتَلافُهُمَا ... حَتى يُفَرِّقَ بَيْن الرُّوحِ وَالبَدَن
  طِيبُ الحَيَاةِ لمن خَفَّت مَؤونَتُهُ ... وَلَمْ تَطِبْ لِذَوِي الأَثْقَالِ وَالمُؤن
  لَمْ يَبْقَ مِمَّنْ مَضَى إِلا تَوَهُّمُهُ ... كَأنَّ من قد قَضَى بِالأَمْسِ لم يَكُن
  وَإِنَّمَا المَرْءُ في الدُّنْيَا بِسَاعَتِهِ ... سَائِلْ بِذَلِكَ أَهْلَ العِلْمِ وَالزَّمن
  مَا أَوْضَحَ الأَمْرَ للمُلْقي بِعبرتِهِ ... بَينَ التَّفَكر وَالتَّجريبِ وَالفطَن
  أَلَسْتَ يَا ذَا تَرَى الدُّنْيَا مُوَلِيَّةً ... فَمَا يَغُرَّكُ فِيْهَا مِنْ هَنٍ وَهَن
  لأَعْجَبَنَّ وَأَنَّى يَنْقَضِي عَجَبِي ... النَّاس في غَفلَةٍ وَالمَوْتُ في سَنن
  وَظَاعِنٍ من بَياضِ الرَّبْطِ كُسْوَتُهِ ... مُطَيَّبٍ لِلْمَنَايَا غَيْرَ مُدَّهَن
  غَادَرْتُهُ بَعْدَ تَشَييعهِ مُنْجَدلاً ... في قرب دَارٍ وفي بُعْدٍ عن الوَطَن
  لا يَسْتَطِيْعُ انْتِقَاصًا في مَحَلَّتِهِ ... من القَبِيْح وَلا يَزْدادُ في الحسن
  الحمدُ لله شُكْرًا، مَا أَرَى سَكَنًا ... يَلْوي بِبُحْبُوحَة الموتَى على سَكَن
  مَا بَالُ قَوْمٍ وَقَدْ صَحّتْ عُقولُهم ... فِيْمَا ادْعَوْا يَشْتَرَوْنَ الغَيَّ بِالثَّمَن
  لَتَجْذبنِي يَدُ الدُّنْيا، بِقُوتِهَا ... إلى المَنَايَا وَإِنْ نَازَعْتُهُا رَسَني
  وأي يومٍ لِمَنْ وَافَي مَنِيَّتَهُ ... يومٌ تَبَيَّنُ فيه صُورَةُ الغَبَن
  ٨ - الموت حق فاستعد ... وجد إن الأمر جد
  واعلم بأن الله لا ... يخلف حقا ما وعد
  سوف ترى عما قريـ ... ـب واردا فيمن ورد
  لازم بني المختار إن ... من يلازمهم سعد
  ٩ - أفضْ عليكَ لبوسَ الصبر والجلدِ ... فإنه الموتُ لا يبقي على أحد
  وبالتجلدِ قابلْ كلَّ حادثة ... إن لم يكنْ لكَ عند الخطبِ من جلد
  إنَّ الذي يظهرُ الإنسان من جزعٍ ... أمرٌ إذا جاءَ أمر الله لم يفد
  فالموتُ أكؤسه لا بدّ دائرة ... لكلّ مقتربٍ منا ومبتعد
  كلٌّ لهُ عمرٌ مفض إلى أجلٍ ... متى أتى المرءَ؛ لم ينقصْ ولم يزد