العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

ثانيا: أحاديث في علامات الساعة والقيامة

صفحة 497 - الجزء 1

  والقراء، وقلت الفقهاء، وحليت المصاحف، وزخرفت المساجد وطولت المنار، وفسدت القلوب، واتخذوا القيان، واستحلت المعازف، وشربت الخمور، وعطلت الحدود، ونقصت الشهور، ونقضت المواثيق، وشاركت المرأة زوجها، وركب النساء البراذين، وتشبهن بالرجال والرجال بالنساء، وحلف بغير الله، وشهد الرجل من غير أن يستشهد، وكانت الزكاة مغرماً، والأمانة مغنماً، وأطاع الرجل امرأته وعق أمه، وأقصى أباه، وصارت الإمارة مواريث، وسب آخر هذه الأمة أولها، وأكرم الرجل اتقاء شره، وكثرت الشرط، وصعدت الحملان المثابر، ولبس الرجال الشيحان، وضيقت الطرقات، وشيد البناء، واستغنى الرجال بالرجال، واستغنى النساء بالنساء، وصارت خلافتكم في صبيانكم، وكثر خطباء منابركم، وركن علماؤكم إلى ولاتكم فأحلوا لهم الحرام، وحرموا عليهم الحلال، وأفتوهم بما يشتهون، وتعلم علماؤكم العلم ليجلبوا به دنانيركم ودراهمكم، واتخذتم القرآن تجارة، وضيعتم حق الله في أموالكم، وصارت أموالكم عند شراركم، وقطعتم أرحامكم، وشربتم الخمور في ناديكم، ولعبتم بالميسر، وضربتم بالكبر {أي بالطبول} والمعازف والمزأمير، ومنعتم محاويجكم زكاتكم، ورأيتموها مغرماً، وقتل البريء لتقطي العامة بقتله، واختلف أهواءكم، وصار العطاء في العبيد والسقاط، وطففت المكاييل والموازين، ووليتم أمركم السفهاء».

  ٨ - وفي الاعتبار وسلوة العارفين: عن ابن عباس، قال: لما كان حجة الوداع أخذ النبي ÷ بحلقتي باب الكعبة، وأقبل بوجهه على الناس، فقال: «إني محدثكم بأشراط القيامة، فاسمعوا وعوا». ثم بكى حتى علا انتحابه، ثم قال: «إنَّ مِن أشراط القيامة: إضاعة الصلاة، واتباع الشهوات، والميل مع أهل الهوى، ويكون أمناء خونةً، ووزراء فسقةً». فوثب سلمان، فقال: بأبي وأمي، إنَّ هذا لكائن؟ قال: «نعم يا سلمان، عندها يذوب قلب المؤمن في جوفه، كما يذوب الملح في الماء، ولا يستطيع أن يغير». قال: ويكون ذلك؟ قال: «نعم يا سلمان. إن أذل الناس يؤمئذ المؤمن، يمشي بين أظهرهم بالمخافة، إن تكلم أكلوه، وإن سكت مات بغيظه، يا سلمان: ما قُدِّسَت أمة لا ينتصر لضعيفها من قويها غير متعتع». قال: أويكون ذلك؟ قال: «نعم يا سلمان، عندها يكون المطر قيضاً، والولد غيظاً،