العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

ثانيا: أحاديث في علامات الساعة والقيامة

صفحة 498 - الجزء 1

  وتفيض اللئام فيضاً، وتغيظ الكرام غيضاً، عندها يتهاون بالدين، وتظهر القينات، ويتغنى بكتاب الله، وتتكلم الرويبضة». قلت: وما الرويبضة؟ قال: «يتكلم في أمر العامة من لم يتكلم، عندها تزخرف المساجد، كما تزخرف الكنائس والبيع، وتحلَّى المصاحف، ويطيلون المنائر، وتكثر الصفوف، والقلوب متباغضة، والألسن مختلفة، ودين أحدهم لعقة على لسانه، إذا أعطي شكر، وإذا مُنع كفر». قال سلمان: ويكون ذلك؟ قال: «نعم يا سلمان، إن عند ذلك يكون الكذب ظرفاً، والزكاة مغرماً، والفيء مغنماً، والمال دولاً، ويُعَظَّمُ ربُّ المال، ويباع الدين بالدنيا، وتلتمس الدنيا بعمل الآخرة، ويكتفي الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وتركب ذوات الفروج السروج، عليهم من أمة لعنة اللّه. عندها يا سلمان، يلي أمتى قوم جثاهم جثا الناس، وقلوبهم قلوب الشياطين، إن تكلموا قتلوهم، وإن سكتوا استباحوهم، لا يرحمون صغيراً ولا يوقرون كبيراً، ليستأثرون بفيئهم، وتوطى حريمهم، ويجار في حكمهم عند ذلك إمارة النساء، ومشاورة الإماء، وقعود الصبيان على المنابر، ويكثر الشرط، وتحلى ذكور أمتي الذهب، ويلبسون الحرير، ويكثر الشجار، ويظهر الزنا». قال: أويكون ذلك؟ قال: «نعم يا سلمان، يأتي نشأٌ من المشرق والمغرب يلون أمتي، فويل للضعفة منهم».

  ٩ - وفي الأمالي الخميسية: عن جابر قال: كان رسول الله ÷ إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه كأنه منذر جيش صبحكم أو مساكم، ثم يقرن أصبعيه السبابة والتي تليها ثم يقول: «بعثت والساعة كهاتين، ثم يخطب فيقول: خير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة».

  ١٠ - وفي الأمالي الخميسية: عن ابن عباس ¥ قال: قال رسول الله ÷: «سيجيء في آخر الزمان أقوام تكون وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين، أمثال الذئاب الضواري، ليس في قلوبهم شيء من الرحمة، سفاكين للدماء لا يرعون عن قبيح، إن تابعتهم واربوك [أي خادعوك]، وإن تواريت عنهم اغتابوك، وإن حدثوك كذبوك، وإن ائتمنتهم خانوك، صبيهم عارم، وشابهم شاطر، وشيخهم لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر، الإعتزاز بهم ذل، وطلب ما في أيديهم فقر، الحليم فيهم غاو، والآمر بالمعروف فيهم متهم، والمؤمن فيهم